في مرتفعات محافظة إب ، عادت الحياة إلى قرية "الحجر" التي عانت لسنوات من الجفاف وشح المياه. 

وبفضل مبادرة من المنظمة الدولية للهجرة، وبتمويل من الحكومة الألمانية عبر بنك التنمية الألماني، تم تنفيذ نظام ري يعتمد على الجاذبية الأرضية، ليحول الأراضي القاحلة إلى حقول خضراء وذهبية تنتج الشعير والخضروات. 

وتروي المنظمة الدولية للهجرة قصة عبدالعزيز، وهو عامل مهاجر سابق عاد إلى اليمن عام 2017، شهد الدمار الذي خلفته الحرب وشح المياه الذي أثر على قريته.

وتقول المنظمة في تقرير لها الخميس - وصل المهرية نت نسخة منه- إن عبدالعزيز(45عاما)  يتذكر كيف كان الجيران لا يجدون الخبز، والأراضي كانت بلا فائدة "فبدون الماء، لا يمكن أن يكون هناك أمل". 

وفي اليمن، يعاني أكثر من 17 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأكثر من 15 مليون شخص يواجهون صعوبات في الحصول على المياه، حسب المنظمة. 

وقد تغير الوضع في عام 2024 مع بدء مشروع المنظمة الدولية للهجرة، الذي قام بإنشاء خزان خرساني متصل بنبع جبلي، ومد قنوات توزيع تعتمد على الانحدار الطبيعي للتضاريس.

 المهندس صالح تيسير، المشرف على المشروع، أكد أن نجاحه لم يأت فقط من الهندسة البسيطة والمستدامة، بل من المشاركة المجتمعية الفعالة. 

تطوع عبدالعزيز في حشد المجتمع وحل النزاعات، مما أعاد الأمل للسكان، وأحدث المشروع تحولاً حقيقياً في حياة القرويين، وأصبحت الأراضي تنتج المحاصيل الوفيرة، وتمكنت الأسر من كسب رزق جديد ببيع الخضروات في السوق المحلي. 

يقول عبدالعزيز: "لأول مرة منذ سنوات، لم نكن نكافح للبقاء فقط – بل لنحيا حياة كريمة".

أدى توفير المياه إلى تغيير روتين السكان، فبدلاً من جلب الماء قبل الفجر، يقضي عبدالعزيز وقته الآن مع أطفاله في الحقول.

ويُعد هذا المشروع مثالاً حياً على كيفية مساعدة المجتمعات في مواجهة الصدمات المناخية، خاصة وأن اليمن هو ثالث أكثر البلدان عرضة لتأثيرات تغير المناخ. فقد نزح أكثر من 538,000 شخص في عام 2024 بسبب الفيضانات والجفاف، وفق المنظمة. 

ويؤكد صالح أن هذا المشروع هو "صمود، وطريقة المجتمعات للتكيف".

ويستفيد أكثر من 11,000 شخص حالياً من هذا النظام، وهناك خطط لتوسعته. 

ويوضح عبدالعزيز أن هذه القناة "شريان حياة – للأرض، ولأطفالنا، ولمستقبلنا"، مؤكداً أن الاستثمار في الطبيعة والإنسان يغرس بذور الأمل في اليمن.