تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
انسحاب الكبار وفضيحة الدمى: مؤتمر الشباب الذي فضح تهافت المنظمات
126 قراءة  |

وها قد سقط القناع..

مؤتمر الشباب الأول في تعز، الذي كان من المفترض أن يكون منصة وطنية جامعة لصوت الشباب، تحول بفضل عبقريات “اللجنة التحضيرية” و”الممولين” و”المنسقين” إلى مسرحية عبثية رديئة الإخراج، مملة النص، وقذرة الغرض.

نعم: مسرحية سُميت زورًا مؤتمرًا، وهي في حقيقتها مجرد تمثيلية بتمويل دولي، بإخراج منظمة مشبوهة، وبأداء مجموعة من الهواة الطامحين لبناء دولة على أعمدة وهمية من التمويل الأجنبي والفهلوة.

..

أنسحب الشرفاء. نعم، أنسحب شباب التنظيم الناصري، وشباب المؤتمر الشعبي العام، ودائرة الشباب في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية. وكل منهم، وإن اختلفت اللغة، تحدث عن المأساة ذاتها: لا لوائح، لا شفافية، لا تمثيل حقيقي، لا أهداف وطنية، لا شيء إلا هراء مغلف بشعارات عن “تمكين الشباب” و”صوت المستقبل” بينما الواقع كان صراخًا أجوفًا لأشباه منظمات تحاول احتكار التمثيل باسم الشباب.

على إن ما حدث ليس مفاجئا لمن يعرف كيف تعمل المنظمات الهجينة، تلك التي تتغذى على القضايا الكبيرة وتحولها إلى منصات علاقات عامة و”بوفيهات مفتوحة” للصور والمنشورات والهاشتاغات.

تلك المنظمات التي تستنسخ نموذج “الدمية الناطقة”، وتُركب على جثث الأحلام الشبابية مشروعات بتمويل لا هدف له إلا إنتاج “أصوات مروضة” لبيعها على أنها وعي مدني.

نعم:

أنسحب الشرفاء لأنهم أكتشفوا أن ما سُمي “مؤتمر الشباب الأول” لا يملك حتى جداول أو لوائح أو معايير اختيار. بل لا يعرف أحد من هم المشاركون، ولا لماذا اختيروا، ولا من منح “اللجنة التحضيرية” سلطتها المقدسة.

فيما الشباب جاءوا يحملون حُلما وأوراق عمل ورؤى وطنية، ليكتشفوا أن المطلوب منهم هو التصفيق والتقاط الصور والمشاركة في ورشة تنتهي بتوصيات تُكتب في مكاتب ممولة، لا علاقة لها بهم ولا بقضاياهم.

والحق يقال إن اللجنة التحضيرية؟ هي الحكم، وهي الخصم، وهي اللجنة التنفيذية، وهي اللجنة الرقابية، وهي الإله المنظم للمؤتمر.

ترى أي مهزلة هذه؟ هل نحن في جمهورية تعز الشبابية أم في جمهورية المانحين التي تديرها عرافات المنظمات غير الحكومية؟.

نعم:

كيف يمكن أن يُدار مؤتمر شبابي في محافظة دفعت آلاف الشهداء، بهذه السطحية واللامسؤولية؟ وكيف تُقصى مكونات رئيسية وفاعلة من المشهد الشبابي ويُختزل التمثيل في “مجموعة علاقات وشلل” ومزاجيات؟ بل أي تواطؤ هذا مع العبث الذي يستهدف ما تبقى من وعي نقي في هذا الجيل؟.

طعلم يكن هذا مؤتمرا. قدر ما كان محاولة لتدشين دويلة صغيرة في ظل الدولة الغائبة، يقودها تحالف غير معلن من المقاولين الجدد، يبيعون صورهم على طاولات المانحين، بينما يمارسون الإقصاء، والتعتيم، والانتهازية على الأرض. وهذا ليس رأينا، بل خلاصة ما قاله ثلاثة من أهم الكيانات الشبابية في تعز في بياناتهم.

في الحقيقة لم يكن انسحابهم نزوة، بل موقف وطني أخلاقي نادر، رفضوا أن يكونوا جزءًا من مسرحية كاذبة، يُطلب منهم فيها أن يكونوا دمى تؤدي أدوارًا مكتوبة سلفًا.

الفضيحة الأكبر ليست أن المؤتمر فشل، بل أن هناك من لا يزال يعتقد أن بإمكانه تسويق هذه الصيغة الهزيلة كإنجاز شبابي.

بل من يرى أن الشفافية شيء ثانوي، وأن الشراكة تُمنح بالولاء، وأن التمثيل يُقرر في مكاتب مغلقة لا في ميادين العمل الشبابي الحقيقي. فيما هؤلاء لا يصنعون مستقبلا.. هؤلاء يصنعون خديعة مستقبلية جديدة، ظاهرها التمكين وباطنها التمكين لذاتهم فقط.

لذلك تحية كبيرة لكل من انسحب، ولكل من قال “لا” في وجه منظومة “الفساد المدني” الذي يرتدي قناع العمل الشبابي.

أنتم الخط الوطني الأخير في هذه اللحظة الرمادية.

نعم:

تحية لكل من رفض أن يكون شريكًا في مؤامرة تقزيم طموحات الشباب وتحويلهم إلى أدوات بيد من لا يؤمن حتى بوجودهم كقوة فاعلة.

أما أولئك الذين صمتوا، أو اكتفوا بالتنظير، أو شاركوا على أمل “الاستفادة”، فليقرأوا جيدا بيانات الانسحاب الثلاثة، فهي بمثابة مرآة تعكس ما لا يريدون رؤيته: أنهم مشاركون في خداع أنفسهم قبل أن يخدعوا الآخرين.

بمعنى أدق، من أراد تمثيل شباب تعز فليبدأ من الصفر، من الميدان، من الوجع، من المبادرات الخالصة التي لا تنتظر تصفيق مانح ولا رضا منظمة.

ومن أراد أن يصنع مؤتمرًا حقيقيًا، فليتوقف عن السمسرة بأحلامنا، وعن بيعنا في سوق المشاريع المشبوهة.

نعم:

كفى فهلوة. كفى نصبًا باسم الشباب. كفى عبثًا وفسادًا “ببدلة مدنية”.

وصدقوني:

لن تمروا.

لأن انسحاب الشرفاء هو بداية الوعي، وليس نهايته !.

أخيرا اكرهوا شباب المؤتمر والناصري والمقاومة الوطنية.. لكن أنا صحفي أحترم بيانات تحتوي موقف واختلالات.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
يني يمن | 854 قراءة 

إسرائيل تهدد اليمن بـ"ضربة الإبكار".. فما هي؟


المشهد اليمني | 763 قراءة 

العميد أحمد علي عبد الله صالح طعنة غادرة وضربة قاضية، وهذه الضربة ليست كسابقتها، بل هي أقوى ضربة


المجهر | 625 قراءة 

رفضت اللجنة السعودية المعنية بالملف اليمني برئاسة وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، رؤية تقدمت بها


المشهد الدولي | 568 قراءة 

فتحي بن لزرق يكشف عن السبب الذي جعله يسافر الى هذه الدولة شاهد ما قاله


الحدث اليوم | 473 قراءة 

صنعاء تهتز بفاجعة ضحيتها رغد ومنى.. تفاصيل


نافذة اليمن | 393 قراءة 

نجحت السلطات الأمنية في مطار عدن الدولي، اليوم الثلاثاء، في ضبط أحد المطلوبين أمنيًا بتهمة الشروع با


صوت العاصمة | 363 قراءة 

أصدر محافظ البنك المركزي أ. أحمد أحمد غالب قرار رقم (27) لعام 2025م، بشأن إيقاف التراخيص الممنوحة لش


الحدث اليوم | 351 قراءة 

امريكا تعيد ترتيب أولويات اليمن (اعلان)


الحدث اليوم | 323 قراءة 

قتلى في كمائن متبادلة بين الفصائل السعودية والإماراتية في مأرب


موقع الأول | 279 قراءة