تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
في منطق القوة وقدرتها على صناعة التاريخ
190 قراءة  |

تأملت تاريخ العالم فوجدت أن كل شيء مرهون بالقوة؛ قوة الحياة بمعنى القدرة على النماء والحركة والتطور وقوة الفكر بمعنى القدرة على الإدراك والفهم والتخيل وقوة الجسد وقوة الجماعة وقوة المؤسسات والقوة الاقتصادية والقوة التكنولوجية وقوة النظام وقوة الأمن وقوة السيطرة وقوة القرار وقوة الفعل والإنجاز .. الخ وبين القوة والعجز يدور التاريخ وقواه ولكل كائن في هذا الكون تاريخ واحد هو تاريخه الطبيعي الذي هو طبعة ونظام سلوكه وقواعده وقانونه؛ الحفاظ على البقاء ومقاومة الفناء لكن للإنسان تاريخين: ” تاريخ طبيعي يشارك به جميع الكائنات الطبيعية وتاريخ وضعي يضعه لنفسه ويضع فيه العلوم والآداب والفنون والسياسة والأخلاق والتشريع والزراعة والصناعة والعمارة.ولا يكون التاريخ إلا حركة وصراع وتكيف بالتطور وتطور بالتكيف ورد فعل واتخاذ موقف في مواقع محمية وتبرير المواقف وتحصين المواقع بما يحقق القوة والحماية والعافية والآمن والآمان ولا يكون التاريخ إلى مجمل تاريخ صراع الإنسان ومواقفه إزاء الطبيعة الذي هو قصة تطوره الذي هو قصة تكيفه الذي هو رد فعل الإنسان ومواقفه إزاء الطبيعة بما فيها طبيعته هو التي هي أشد الطبائع عناداً وتمرداً على التطويع واستغلاقاً على الفهم والتاريخ تاريخان :تاريخ الضرورة والواقع والحياة وهو التاريخ الفعلي الذي يدور حول محول التجارة والحرب والاحتكار وتلك حقيقة لا خير ولا شر  ولا جبر ولا اختيار، بل سنة من سنن الله سبحانه وتعالى وحقيقة من حقائق التاريخ فيه فقراء ضعفاء مغلوبون مقهورون يخدمون أغنياء أقوياء غالبين قاهرين في السلم ويدافعون عنهم في الحرب. وتاريخ متخيل: تاريخ الحلم والأمل والرجاء والمثال الذي نريده ونتمناه ونحلم به يدور حول محور العمل للإنتاج واللعب للابتهاج والاكتفاء بالذات والاستغناء عن الغير والعدل والخير والجمال للجميع وبعد ثورة الاتصالات والمعلومات وصيرورة الكرة الأرضية قرية إنسانية منكمشة ومنكشفة، متصلة ومتفاعلة ادرك الناس من مختلف الشعوب والدول والحضارات واللغات والمعتقدات بإنهم متشابهين إلى حد التماثل في الدوافع والحاجات الأساسية وأن الاختلافات بينهم تتحدد بطبيعة هوياتهم السياسية أي  بطبيعة الدول التي يحملون جنسيتها فإما أن تكون مواطنا مكرما في دولة مدنية عادلة ومستقرة ومحترمة بغض النظر عن اصلك وفصلك ولونك وجنسك ولغتك وثقافتك ودينك وتاريخك وأما الا تكون ذلك. وهنا يمكن العثور عن المعنى اقصد معنى الحضارة بوصفها القوة التنظيمية في التاريخ؛ سياسةً وتشريعاً وأخلاقاً. ويعّلم التاريخ أن البشر بدون مؤسسات عامة ومعايير قانونية حازمة وصارمة وعيونهم إلى الأرض، قد أثبتوا مراراً وتكراراً-وفي كل حقبة من حقب التاريخ حدث فيها إنهيار مؤسساتهم الرسمية   -أنهم يمكن أن يكونوا أحط من الوحوش، لا أخلاق لهم يحيون حياة غابية كل يوم بيومه لا معنى لها ولا هدف غير عيش اللحظة اشباع شهواتها  الفورية المباشرة بلا خوف من الله ولا خجل من الناس ولا تأنيب من ضمير ولا خشية من عقاب.

في الأزمنة قبل الحديثة. حينما كان الناس يعيشون في تجمعات ومجتمعات تشبه كانتونات منعزلة ومعزولة كان لكل جماعة نمطها الثقافي والاجتماعي والاعتقادي إذ ترى ذاتها مركز الكون ومحوره. أما اليوم في عالم مكشوف ومتداخل  وقد تكشفت حقيقة الجماعات التي كانت تقيم  خلف الجبال وبينها ووسط الصحاري والخيام وفيما وراء البحار والمحيطات وبعد إن تعارف الناس واحتكوا ببعضهم في هذا العالم الأرضي الوحيد المتاح للعيش البشري وصار الإنسان ينظر إلى الكرة الأرضية من خارجها فمن المفترض أن يغير البشر نظرتهم القديمة إلى العالم وإلى أنفسم وإلى الآخرين وأن يتعلموا من تجارب بعضهم في إدارة شؤون حياتهم. وليس بمقدور أي جماعة أن تفرض نمط حياتها القديم على العالم الجديد مهما كانت قوتها وحجتها ومبرراتها. والعلم وأحد والرأي متعدد.والعلمانية لا تعني ابدا فصل الدين عن الدولة بل تعني فصل المذاهب والعقائد والطوائف والايديولوجيات والاتجاهات والهويات والمرجعيات الدينية والقبلية والعشائرية والطائفية عن السلطة السياسية داخل كل دولة معنية بتدبير حياة مواطنية بقوة الحق لا حق القوة؛ الدولة بوصفها مؤسسة جامعة لجميع مواطنيها بغض النظر عن معتقداتهم الدينية وتوجهاتهم الأيديولوجية وانتمائتهم الطائفية وهوياتهم العشائرية والقبلية ولا فضل لمواطن على أخر بالمذهب والاعتقاد والرأي والملة والطائفة والقبيلة والعشيرة؛ القانون هو سيد الجميع في أوطانهم ودولهم العلمانية العدالة المستقرة. ومن يرفضها يضمر السوء بمواطني بلاده ويضمر الشر باشباهه من بني آدم وحواء سكان المعمورة وكل شيء بات مفهوما ولا مجال للف والدوار والمغالطة المتحذلقة. والدين لله والأرض لمن استخلفه عليها، أي الإنسان، صانع التاريخ الحضارة بقوة القانون والنظام. هل افتهم لكم المعنى الآن. ينبغي أن يكون القانون سيد الجميع.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
الحدث اليوم | 878 قراءة 

وصفت الخطورة بالعالية.. 4 محافظات يمنية على أعتاب “فيضانات كارثية” ودعوة عاجلة للسلطات لتجهيز إمدادا


مساحة نت | 807 قراءة 

تراجعت، الاثنين، فرص نجل الرئيس اليمني الأسبق أحمد علي صالح في استعادة موقعه داخل المؤتمر الشعبي ا


الحدث اليوم | 493 قراءة 

قنبلة علمية من قلب أمريكا.. هذه الدولة وراء صناعة وتصدّير كورونا إلى العالم!


المشهد اليمني | 459 قراءة 

وزعت مليشيا الحوثي على خطبائها في المساجد خطبًا مكتوبة، توجههم فيها على مهاجمة حزب المؤتمر الشعبي


المشهد اليمني | 400 قراءة 

في تطور أمني مثير للجدل، شهدت مدينة عتق بمحافظة شبوة صباح اليوم الاثنين حالة من التوتر والغموض بع


العين الثالثة | 333 قراءة 

واصلت قوات درع الوطن، بتوجيهات العقيد ماجد المضربي، لليوم الثاني على التوالي، أعمالها الميدانية في ش


الحدث اليوم | 304 قراءة 

وزارة المالية يكشف سبب تأخر صرف المرتبات


يني يمن | 287 قراءة 

بتوجيهات حكومية.. هذه المحافظة تدخل مرحلة جديد بمصفاة نفط ومنطقة حرة


كريتر سكاي | 256 قراءة 

  افادت مصادر إن مليشيا حشدت اطقم عسكرية إلى نجد الجماعي وايضا ال


عدن نيوز | 228 قراءة 

تتجه الأنظار نحو التقلبات الجوية المتوقعة في اليمن خلال الأيام المقبلة، حيث تشير النماذج المناخية إل