في خطوة غير مألوفة تعكس كسر القيود الاجتماعية الصارمة، أطلق الشاب محمد أحمد السباعي من مديرية الشغادرة بمحافظة حجة، دعوة عامة لحضور حفل زفافه المقرر خلال الأيام القادمة، متحديًا بذلك قرارًا قبليًا أصدرته أسرته ومشايخ من قبيلة آل السباعي تبرأوا فيه منه، إثر اختياره الزواج من فتاة تنتمي إلى قبيلة أخرى.

الوثيقة التي تداولها ناشطون على مواقع التواصل حملت توقيعات عدد من مشايخ وأعيان القبيلة، وجاء فيها رفض صريح للزواج باعتباره "مخالفًا للأعراف القبلية ومساسًا بالأنساب"، في موقف أثار استياء واسعًا وانتقادات لاذعة لما وُصف بأنه "وصاية اجتماعية تنتهك الحقوق الفردية وحرية الاختيار".

ورغم الضغوط المجتمعية والنبذ الذي واجهه، لم يتراجع محمد السباعي، بل أعلن تمسكه بحقه في اختيار شريكة حياته، مؤكدًا في منشورات متداولة أن الكرامة الإنسانية لا تُقاس بالنسب ولا تُحددها العصبية القبلية، داعيًا كل من يؤمنون بقيم العدالة والحرية والكرامة إلى حضور حفل زفافه "كاحتفال بالحب والانتصار على العادات القمعية".

دعوة السباعي لاقت تضامنًا لافتًا من نشطاء وحقوقيين، وصفوا موقفه بالشجاع، وطالبوا بحماية حق الأفراد في تقرير مصيرهم الشخصي بعيدًا عن سلطة الأعراف التي تجاوزها الزمن. واعتبر كثيرون أن الزفاف المرتقب يمثل أكثر من مناسبة شخصية، بل هو "حركة رمزية" تفتح بابًا للنقاش المجتمعي الجاد حول ضرورة إصلاح الأعراف التي تمارس الإقصاء والتمييز.

ويأمل المتضامنون أن يتحول زفاف محمد إلى رسالة مجتمعية مدوية، تؤكد أن زمن الوصاية القبلية قد ولّى، وأن المستقبل يجب أن يُبنى على أسس المساواة والحرية والتسامح الاجتماعي.