في هذه الصورة لا نرى رجلًا يرفع علمًا فحسب،
نرى عمرًا كاملًا ينهض من الانكسار،
وسنواتٍ من الإقصاء القسري تقف على أطراف الأصابع
لتلامس القماش الملوّن كأنه وطنٌ عاد يتنفّس.
هذا الضابط المسرَّح لم يُسرَّح من قلبه،
ولم تُنزَع الرتبة من روحه.
اليد المرفوعة لم تتعلّم الانحناء،
والعين المعلَّقة بالعلم لا تبحث عن ذكرى،
بل عن غدٍ يستحق الانتظار.
في ملامحه تعب المعارك الصامتة،
وفي وقفته عناد الجنوبي حين يُخذل ولا ينكسر.
سنوات النضال مرّت عليه كفصولٍ قاسية،
سلميّة حينًا، ونارًا حينًا،
لكن البوصلة ظلّت واحدة:
أن يكون للوطن اسمه، وحدوده، وكرامته.
العلم هنا ليس قطعة قماش،
إنه اعتراف متأخر بالحق،
وعهد شخصي بألا يُسلِّم الذاكرة للنسيان.
يرفعه كمن يقول:
“قد يُؤجَّل الاستقلال،
لكن لا يُهزم الإيمان به.”
هذه الصورة لا تُجيد الصراخ،
لكنها تتقن الرجاء.
رجاء رجلٍ يعرف أن الأوطان
لا تعود دفعة واحدة،
بل تعود أولًا في العيون…
ثم في القلوب…
ثم، يومًا ما، على الأرض.
الخميس _ 18/ديسمبر/2025
أ. فيدل إسماعيل
#نزارالجنوب
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news