يمن إيكو|تقرير:

واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصعيد حربه التجارية ضد الصين، وقام هذا الأسبوع بفرض قيود جديدة على الاستثمارات الصينية في قطاعات استراتيجية أمريكية، وتوعد بفرض قيود على الاستثمارات الأمريكية في الصين، كما اقترح فرض رسوم على استخدام السفن الصينية.

ووفقاً لبيان نشره البيت الأبيض، ورصده موقع “يمن إيكو”، فقد قام ترامب يوم الجمعة الماضي، بالتوقيع على مذكرة رئاسية لـ”تقييد الاستثمارات الصينية في القطاعات الأمريكية الاستراتيجية مثل التكنولوجيا والبنية التحتية الحيوية والرعاية الصحية والزراعة والطاقة والمواد الخام وغيرها”.

وقال البيان إن هذه الخطوة تهدف “لحماية مصالح الأمن القومي الأمريكية، وخاصة من التهديدات التي يشكلها الخصوم الأجانب مثل جمهورية الصين الشعبية”، حسب تعبير البيت الأبيض.

وأضاف البيان أن هذه الخطوة “ستقيد وصول الخصوم الأجانب إلى المواهب والعمليات الأمريكية في التقنيات الحساسة”، وأنه “بدلاً من استخدام اتفاقيات (التخفيف) المعقدة والمفتوحة والبيروقراطية بشكل مفرط فيما يتصل بالاستثمارات من الخصوم الأجانب، سيتم توجيه المزيد من الموارد الإدارية نحو تسهيل الاستثمارات من البلدان الشريكة الرئيسية”.

ووفقاً للبيان فإن “إدارة ترامب ستنظر في فرض قيود جديدة أو موسعة على الاستثمارات الأمريكية الخارجية في الصين في التقنيات الحساسة، بما في ذلك أشباه الموصلات، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحيوية، والفضاء الجوي، والمزيد، لمنع الأموال الأمريكية من دعم استراتيجية الاندماج العسكري المدني في الصين”.

وأشار البيان إلى أن “الصين تملك أكثر من 350 ألف فدان من الأراضي الزراعية في 27 ولاية أمريكية”، و”تستغل رأس المال والإبداع الأمريكي لتمويل وتحديث عملياتها العسكرية والاستخباراتية والأمنية، مما يشكل تهديدات مباشرة لأمن الولايات المتحدة”.

وذكر تقرير نشرته وكالة “بلومبرغ” ورصده وترجمه موقع “يمن إيكو” إنه “في الوقت نفسه، دعت إدارة ترامب المسؤولين المكسيكيين إلى فرض رسومهم الخاصة على الواردات الصينية، وذلك بعد أن نقلت الشركات الصينية إنتاجها إلى جارة الولايات المتحدة للالتفاف على الرسوم التي فرضها ترامب في ولايته الأولى”.

ووفقاً للوكالة، فقد اقترحت إدارة ترامب أيضاً فرض رسوم على استخدام السفن التجارية الصينية لمواجهة الهيمنة في إنتاج السفن.

واعتبرت الوكالة أن هذه الخطوات تعتبر الأكثر شمولاً وقوة ضد الصين في الولاية الثانية لترامب، مشيرة إلى أن مذكرة تقييد الاستثمارات الصينية “هي الأكثر تأثيراً من بين سلسلة الإجراءات التي اتخذت في الأيام الأخيرة”.

وقالت وزارة التجارة الصينية، في بيان يوم السبت، إن “تصرفات الحكومة الأمريكية، التي تعزز مراجعات العلاقات التجارية مع الصين لأسباب أمنية، من شأنها أن تقوض بشكل خطير ثقة الشركات الصينية التي تستثمر في الولايات المتحدة”، وفقاً لما نقلت الوكالة.

وأكد المتحدث باسم الوزارة الصينية أن بلاده “ستراقب عن كثب تصرفات الولايات المتحدة وستتخذ التدابير اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة”.

ويأتي تقييد الاستثمارات الصينية، بعد فرض إدارة ترامب رسوماً جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة، ضمن ما يعبر عنه المحللون بـ”حرب تجارية” يشنها ترامب على الصين.

وكانت الصين قد ردت على الرسوم الأمريكية بفرض رسوم مقابلة بنسبة 15% على وارادات الفحم والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، إلى جانب رسوم بنسبة 10% على واردات النفط الخام والمعدات الزراعية وعدد من الشاحنات والسيارات ذات المحركات الكبيرة من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى فرض قيود جديدة على تصدير العديد من المعادن الهامة إلى أمريكا.

وحذر محللون ومؤسسات أمريكية من تأثيرات سلبية لهذه الحرب التجارية على الاقتصاد الأمريكي، بما في ذلك ارتفاع الأسعار للمستهلكين الأمريكيين نتيجة الرسوم الجمركية.