حذر الدكتور محمد العريمي، رئيس جمعية الصحفيين العمانية، من سيناريوهات وصفت بـ "الخطيرة" تهدد وحدة الأراضي اليمنية واستقرار منظومة مجلس التعاون الخليجي، معتبراً أن ما يشهده اليمن اليوم من تصعيد سياسي وعسكري يندرج ضمن مخططات دولية لـ "تجزئة المجزأ" وإضعاف المنطقة لصالح القوى الإقليمية والدولية وعلى رأسها إسرائيل.
ووصف العريمي في الحوار الذي أجراه معه الإعلامي أسامة عادل القرارات الأخيرة المتعلقة بطرد القوات الإماراتية من التحالف العربي بـ "الشرخ الكبير" الذي قد ينهي شكل مجلس التعاون الخليجي الذي عرفه العالم منذ الثمانينيات.
وأوضح أن: الخلاف (السعودي – الإماراتي) خرج من تحت الطاولة إلى العلن، وهو صراع على "النفوذ والحظوة" في المشهد الإقليمي.
تداعيات هذا الصدام لن تقتصر على اليمن، بل ستؤثر على استقرار دول الخليج كافة ومشاريعها الاقتصادية الكبرى.
الموقف العماني: "الوحدة أو خيار اليمنيين
"
أكد العريمي أن سلطنة عمان ثابتة في رؤيتها الداعمة لـ وحدة اليمن، مشيراً إلى أن مسقط ترى في تفكك اليمن تهديداً مباشراً لأمنها القومي نظراً للتداخل القبلي والتاريخي والحدودي. ومع ذلك، شدد على أن:
"عمان لن تعارض ما يرتضيه اليمنيون لأنفسهم؛ فإذا أجمعوا على التجزئة فهذا شأن داخلي، لكنها تؤمن بأن القوة في الوحدة".
كما كشف العريمي أن الوجود الحوثي في مسقط بدأ كـ "صدفة قدرية" وتحول إلى مكتب لتسهيل التواصل الدبلوماسي، نافياً بشكل قاطع تقديم أي دعم عسكري أو مادي لأي طرف، ومؤكداً أن عمان تقف على مسافة واحدة وتفتح أبوابها لجميع الفرقاء.
سيناريو "سودان جديد" والتحذير من الصهيونية
وأبدى العريمي قلقه من انزلاق اليمن إلى مربع "الحرب الأهلية الشاملة" على غرار النموذج السوداني، معتبراً أن المستفيد الوحيد من تدمير الجيوش العربية (العراقي، السوري، الليبي، واليمني) هو المشروع الصهيوني الذي يسعى لتكون إسرائيل هي الدولة المركزية في "الشرق الأوسط الجديد".
نقد النخب اليمنية
ووجه العريمي لومًا حادًا للنخب السياسية اليمنية، متهماً بعضها بالارتهان لـ "الأوراق الخضراء" والمصالح الفئوية الضيقة على حساب مصلحة الوطن، داعياً العقلاء إلى تدارك الموقف قبل فوات الأوان وانزلاق البلاد نحو صدام عسكري مباشر بين القوى الإقليمية المتصارعة على أرض اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news