في فجرٍ مضطرب على الساحل اليمني، لم تمرّ أخبار المكلا كحدث عسكري عابر، بالنسبة لكثيرين، ما جرى طرح سؤالًا أكبر: هل كانت الضربات رسالة لحماية وحدة اليمن أم بداية فصل جديد من التعقيد؟
تعقيب محمد المختار الشنقيطي
وعلّق المفكر الإسلامي محمد المختار الشنقيطي على الضربات التي نفذتها المملكة العربية السعودية فجر اليوم على أسلحة مهربة عبر ميناء المكلا، معتبرًا أن ما جرى يصب في حماية وحدة اليمن، وكتب الشنقيطي عبر منصة «إكس»:
«أحسنت السعودية صنعًا في ضربها على الأيدي العابثة بوحدة اليمن فجر اليوم، من خلال قصف الأسلحة المهربة إلى المجلس الانفصالي الجنوبي عبر ميناء المكلا»
.
وكانت وكالة الأنباء السعودية قد أعلنت أن قوات التحالف نفذت غارة جوية محدودة استهدفت دعمًا عسكريًا أجنبيًا في ميناء المكلا شرقي اليمن، ووفق البيان السعودي، فإن العملية طالت أسلحة وعربات قتالية وصلت إلى الميناء على متن سفينتين قادمتين من الإمارات، وذلك بعد سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبوظبي على مناطق واسعة في محافظة حضرموت.
وجاءت الضربة عقب تحذير التحالف بقرب تنفيذ عملية عسكرية ودعوته المدنيين إلى إخلاء الميناء فورًا، وأفاد مسؤول في ميناء المكلا لوكالة الأنباء الفرنسية بأن إدارة الميناء تلقت اتصالًا تحذيريًا قبل الاستهداف بربع ساعة، موضحًا أنه تم الإخلاء قبل الضربة، بينما أُغلقت الطرق المؤدية إلى الميناء خشية الانفجارات.
قراءة الشنقيطي تعكس زاوية ترى في الضربات تدخّلًا لحماية وحدة الدولة اليمنية ومنع فرض وقائع عسكرية جديدة خارج إطار الشرعية، وفي المقابل، حمل الموقف السعودي الرسمي رسالة سياسية واضحة، إذ أعربت وزارة الخارجية السعودية عن أسفها للضغط الإماراتي على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، مؤكدة أن أي تهديد للأمن الوطني السعودي خط أحمر.
وشدد البيان على أن ما حدث لا ينسجم مع مبادئ تحالف دعم الشرعية، ودعا إلى سحب القوات الأجنبية من اليمن خلال 24 ساعة، ووقف أي دعم عسكري أو مالي داخل البلاد، مع التأكيد على أن القضية الجنوبية عادلة لكن حلها لا يكون إلا عبر الحوار السياسي الشامل.
بين إشادة الشنقيطي ورسائل الرياض الحازمة، تبدو ضربات المكلا أكثر من عملية عسكرية محدودة؛ إنها محطة فارقة في مسار اليمن المعقّد، ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تقود هذه الخطوة إلى إعادة ضبط المسار نحو الدولة والحوار، أم أنها ستفتح بابًا جديدًا من التجاذبات؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف الإجابة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news