في تطوّر يُنذر بتصعيد خطير في محافظة حضرموت، دفعت مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مديرية غيل بن يمين، المعروفة بأنها معقل حلف قبائل حضرموت التقليدي.
ووفق مصادر محلية، فإن هذه التعزيزات لم تقتصر على الحشد على الأطراف، بل تجاوزت ذلك إلى توغل غير مسبوق داخل أحياء المديرية وأريافها، في خطوة تثير تساؤلات واسعة حول الأهداف الحقيقية وراء هذه التحركات العسكرية المفاجئة في وقت يفترض أن يشهد تهدئة نسبياً .
ويُنظر إلى دخول قوات الانتقالي بهذه الكثافة إلى منطقة تُعد من القلاع القبلية الصامدة، على أنه اختراق استراتيجي يتجاوز البُعد الأمني ليحمل أبعاداً سياسية ورمزية عميقة.
فغيل بن يمين ليست مجرد موقع جغرافي، بل تمثّل رمزاً للهوية القبلية والدور التوازني الذي لعبته قبائل حضرموت في معادلات القوة المحلية لعقود.
ويُسجّل المراقبون بقلق تصاعد نمط التحركات العسكرية الانفرادية التي تقوم بها مليشيات الانتقالي، بعيداً عن أي غطاء مؤسسي أو تنسيق مع الحكومة الشرعية، ما يعزّز المخاوف من تفكيك ما تبقى من هياكل الدولة تحت غطاء "التحالفات المؤقتة".
وقد رافقت هذه التحركات العسكرية، وفق تقارير حقوقية، حملات مداهمة طالت منازل مواطنين، بلغت ذروتها باختطاف ستة من أبناء المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية .
ويثير هذا النمط من السلوك العسكري المليشياوي التساؤل عن طبيعة العلاقة بين هذه المليشيات والهوية الوطنية الأوسع، خاصة حين تُستخدم القوة العسكرية لفرض واقع ميداني لا يعكس إرادة السكان المحليين، بل يعكس أجندات خارجية أو طموحات انفصالية تهدد النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news