أحيا فرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بمحافظة صنعاء، مساء أمس، الذكرى الستين لتأسيس التنظيم، في فعالية خطابية وفنية أقيمت بمحافظة مأرب، بحضور ممثلين عن السلطة المحلية، وأحزاب ومكونات سياسية واجتماعية متنوعة، وعدد من قيادات وأعضاء التنظيم.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد أمين سر فرع التنظيم بمحافظة صنعاء، زبن الله المطري، أن الذكرى الستين لتأسيس التنظيم، التي تعود إلى 25 ديسمبر 1965م، تمثل محطة نضالية مهمة لاستحضار مسيرة تنظيم وُلد وحدويًا منذ بداياته، رغم ظروف التشطير والاستعمار، مشددًا على أن مؤسسيه نظروا إلى اليمن كدولة جمهورية واحدة ضمن أمة عربية موحدة، متحدّين كل محاولات التفتيت التي خلّفها الاستعمار والكهنوت الإمامي.
وأوضح المطري أن التنظيم الناصري ظل منحازًا، عبر تاريخه الطويل، لقضايا الوطن الكبرى، سواء في مراحل العمل السياسي السري أو في مرحلة التعددية والعمل العلني، ولم يتردد يومًا في دفع ثمن مواقفه الوطنية، مذكرًا بتضحيات قياداته التي واجهت الإعدامات الجائرة عقب حركة 15 أكتوبر 1978م، وفي مقدمتهم الشهيد القائد عيسى محمد سيف، ورفاقه من قيادات العمل الوطني.
وأشار إلى أن إقامة الفعالية في مأرب جاءت نتيجة سيطرة الانقلاب الحوثي على صنعاء، ما اضطر قيادة فرع محافظة صنعاء وكثيرًا من كوادره وأعضائه للنزوح، مؤكدًا أن مأرب باتت اليوم حاضنة للجمهورية، ورمزًا للمقاومة الوطنية، وميدانًا لنضال أبناء التنظيم دفاعًا عن الوحدة والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والحكم الرشيد.
وتطرّق المطري إلى التحديات الخطيرة التي تواجه اليمن، وفي مقدمتها تهديد النظام الجمهوري بعودة الإمامة بنسختها الحوثية المدعومة من إيران، وخطر تمزيق الوحدة الوطنية عبر دعوات الانفصال والتحشيدات المناطقية، إلى جانب التدهور الاقتصادي وانهيار الخدمات، معتبرًا أن هذه التحديات تتطلب من القوى السياسية تجاوز استدعاء الماضي، والتركيز على مواجهة المخاطر الراهنة بروح وطنية جامعة.
وأشاد المطري بمواقف الدول العربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، في دعم نضال الشعب اليمني للحفاظ على النظام الجمهوري ووحدة البلاد، والتصدي لمشاريع الانقلاب والانفصال، مؤكدًا أن اليمنيين لن ينسوا تلك المواقف القومية الصادقة.
ووجّه أمين سر ناصري صنعاء، التحية لتضحيات منتسبي القوات المسلحة والأمن والمقاومة الشعبية في مختلف الجبهات، مطالبًا القيادة السياسية بمزيد من الاهتمام بأسر الشهداء والجرحى، الذين قدموا تضحيات جسيمة دفاعًا عن الجمهورية والوحدة والأمن القومي العربي.
من جانبه، ثمّن وكيل محافظة صنعاء، الشيخ عبدالخالق الجندبي، الدور الوطني للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ومواقفه الثابتة، مؤكدًا أن «الدول تُقاس بمواقفها، والتنظيمات تُعرف بثباتها»، مشيرًا إلى أن مأرب غدت مركزًا وطنيًا جامعًا لمختلف القوى السياسية، وملاذًا لكل من ضاقت بهم سبل العيش في ظل انقلاب ميليشيات الحوثي.
وفي كلمة القطاع النسوي، أكدت مسؤولة القطاع النسائي بالفرع، ملكة محمد، أن المرأة اليمنية كانت ولا تزال شريكًا أصيلًا في معركة الخلاص الوطني، وتقف اليوم في خندق الدفاع عن الجمهورية، رافضةً ممارسات القمع الحوثي، ومتمسكةً بمشروع الدولة المدنية القائمة على المواطنة المتساوية.
كما شددت كلمة الأحزاب والمكونات السياسية المشاركة، التي ألقاها الشيخ عبدالله الشندقي، على أن معركة اليمن الراهنة هي معركة وطن لا صراع أحزاب، مؤكدًا أن توحيد الجهود السياسية والشعبية يمثل الطريق الأقصر نحو استعادة صنعاء، وإنهاء الانقلاب، وبناء دولة النظام والقانون.
وتخللت الفعالية فقرات إنشادية وشعرية جسّدت روح النضال الوطني، واستحضرت تضحيات روّاد الحركة الوطنية ومسيرة الكفاح الجمهوري، وسط تفاعل واسع من الحاضرين.
وجددت التأكيد على المضي في درب النضال الوطني، والتمسك بثوابت الثورة والجمهورية والوحدة، حتى استعادة الدولة اليمنية كاملة السيادة، وبناء وطن يتسع لجميع أبنائه، وتُصان فيه الكرامة والحقوق والحريات في إطار دولة النظام والقانون.
نقلاً عن : الوحدوي نت - مأرب
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news