قراءة سياسية في معركة الانتقالي مع تعقيدات المرحلة

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 103 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
قراءة سياسية في معركة الانتقالي مع تعقيدات المرحلة

في المنعطفات التاريخية الحاسمة، لا تُقاس قوة القيادات بحجم الخطاب، بل بقدرتها على الصمود تحت الضغط، وإدارة التناقضات، وحماية المشروع الوطني من محاولات الاحتواء والتفريغ. وما تواجهه قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم يندرج ضمن أكثر مراحل الصراع السياسي تعقيدًا، حيث تتكاثف الضغوط وتتعدد أدواتها، في محاولة لإعادة ضبط مسار القضية الجنوبية خارج إرادتها الشعبية.

الضغوط الراهنة ليست وليدة اللحظة، بل نتاج إدراك إقليمي ودولي متزايد بأن القضية الجنوبية تجاوزت مرحلة المطالب، وأصبحت واقعًا سياسيًا وشعبيًا وعسكريًا لا يمكن تجاهله. غير أن هذا الإدراك لم يتحول إلى اعتراف صريح بالاستحقاقات، بقدر ما تُرجم إلى سياسات إدارة للأزمة، تقوم على التدوير، والتأجيل، وربط المسار الجنوبي بملفات جانبية تستنزف الوقت وتُربك الأولويات.

في هذا السياق، تتحمل القيادة الجنوبية ضغوطًا سياسية مركبة، تستهدف القرار والسيادة على الموقف، عبر أدوات تفاوض غير متكافئة، وضغوط دبلوماسية، ومحاولات لإعادة إنتاج صيغ تجاوزها الواقع. ومع ذلك، يظهر الثبات القيادي كخيار استراتيجي واعٍ، يقوم على فهم عميق لموازين القوى، وتقدير دقيق لكلفة التسرع مقابل مكاسب الصبر السياسي.

داخليًا، لا تقل التحديات جسامة. فالمعاناة المعيشية، وارتفاع سقف التوقعات الشعبية، ومحاولات الاستثمار في الأزمات الخدمية، كلها عوامل تُستخدم للضغط على القيادة، ودفعها نحو قرارات متعجلة أو تنازلات غير محسوبة. إلا أن الرهان الحقيقي يظل معقودًا على وعي الشعب الجنوبي، الذي أثبت في محطات مفصلية أنه قادر على الفصل بين جوهر القضية وتعقيدات المرحلة، وعلى الصبر دون التفريط بالهدف.

ويمثل تماسك القوات المسلحة الجنوبية أحد أهم عناصر القوة في هذه المعادلة. فالثبات العسكري والانضباط المؤسسي يمنحان القرار السياسي عمقًا استراتيجيًا، ويحولان دون تحويل الضغوط إلى أدوات فرض أو ابتزاز. إن وجود قوة تحمي المنجز، وتلتزم بعقيدة وطنية واضحة، يشكل عامل توازن حاسم في بيئة سياسية مضطربة.

أما عدالة القضية الجنوبية، فهي الركيزة الأعمق والأكثر رسوخًا. فهي ليست شعارًا عاطفيًا، بل حقيقة سياسية وتاريخية تشكلت عبر عقود من الإقصاء والتهميش، وتكرست بإرادة شعبية دفعت أثمانًا باهظة دفاعًا عن حقها في تقرير مصيرها. هذه العدالة تمثل رأس المال السياسي الأكبر، الذي يمنح القيادة شرعية الصمود، ويجعل الضغوط، مهما اشتدت، عاجزة عن كسر جوهر المشروع.

إن اليقين بالوصول لا يعني إنكار صعوبة الطريق، بل يعكس قراءة واقعية لمسار تراكمي يقترب من لحظته الفاصلة. فالوصول في القضايا الوطنية الكبرى لا يكون قفزة عشوائية، بل حصيلة صبر، وتوازن، وإدارة واعية للصراع. ومن هنا، فإن عبارة «وقد نكاد نصل» ليست تعبيرًا عن تردد، بل توصيف دقيق لمرحلة اقتراب تاريخي، حيث يصبح الثبات نفسه فعلًا سياسيًا.

في المحصلة، فإن الضغوط التي تواجهها قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم ليست مؤشر ضعف، بل دليل على ثقل المشروع الجنوبي وتأثيره في معادلات الإقليم.

فالمشاريع الهشة لا تُحاصر، والقضايا الهامشية لا تُستهدف. وحدها القضايا الحية، التي تمتلك شعبًا وقضية وقوة، تُواجَه بهذا القدر من الضغط… لأنها ببساطة تقترب من لحظة الحسم.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل:درع الوطن تكشف حقيقة تأييدها للمجلس الانتقالي

كريتر سكاي | 1088 قراءة 

عاجل:تقدم لقوات عسكرية بحضرموت وفرض حصار على اخر المعاقل

كريتر سكاي | 860 قراءة 

اشتعال الوضع في حضرموت وانباء عن انفجارات عنيفة وتحركات جوية مكثفة

يمن فويس | 734 قراءة 

بن زايد يتحدى بن سلمان.. اليمن على كف عفريت!

الوطن العدنية | 629 قراءة 

حضرموت (برميل بارود)  على وشك الانفجار!!.. صحيفة عالمية تكشف كواليس (أخطر تهديد) على الشرعية اليمنية

موقع الأول | 566 قراءة 

عاجل: انفجارات عنيفة وغير مسبوقة في حضرموت وترجيحات بغارات جوية ضد الانتقالي

المشهد اليمني | 565 قراءة 

عاجل.. تسجيل جديد لزعيم الحوثيين (عبدالملك) متوعدًا ومهددًا!! 

موقع الأول | 552 قراءة 

مهلة الـ(72) ساعة الانسحاب من حضرموت تنتهي ظهر اليوم!!.. مصادر تكشف التفاصيل!!

موقع الأول | 512 قراءة 

العثور على الفتاة أبرار (17 عامًا) من المنصورة

عدن تايم | 493 قراءة 

قرارات عسكرية مرتقبة تهز المؤسسة العسكرية.. تسريبات عن إقالات وإحالات للتحقيق في حضرموت والمهرة ( الأسماء)

يني يمن | 482 قراءة