يمن إيكو|أخبار:
جددت الهيئة العامة للآثار والمتاحف في صنعاء، اليوم الخميس، تحذيراتها من استمرار أعمال العبث والتدمير في موقع محرم بلقيس الأثري، المعروف تاريخياً بـ “معبد أوام” في محافظة مأرب، مؤكدة أن الموقع يشهد منذ فترة طويلة عمليات نهب واقتلاع عدد كبير من النقوش المسندية النادرة.
ولفتت الهيئة، إلى بيان سابق نشرته على حسابها بـ “فيسبوك”، واطلع عليه حينها موقع “يمن إيكو”، أكدت فيه أن ما يجري في الموقع الأثري لا يمكن فصله عن حالة الإهمال المقصود وغياب أي إجراءات حماية فعلية، نتج عنها تعرض القطع الأثرية والنقوش المسندية لعبث مستمر من قبل العامة ولصوص الآثار.
وأشارت الهيئة إلى مقطع فيديو تم تداوله مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي، وأثار موجة استياء واسعة، بعد أن ظهر أحد النقوش المسندية التاريخية في محرم بلقيس وقد استُخدم كمتكأ من قبل مخزنين (متناولي نبتة القات)، في مشهد اعتبره مختصون إهانة للتراث اليمني.
ويكشف الفيديو، الذي تابعه “يمن إيكو” حجم الاستهانة بالموقع الأثري، في ظل غياب أي رقابة أو حراسة، وقالت الهيئة في تعليق على المقطع إن الأمر لم يقتصر على الاستخدام العبثي للنقوش، بل امتد إلى ذهاب نقوش أخرى في أيدي الأجانب والأعراب.
وحسب الهيئة فإن حجر النقش المسندي الذي ظهر في المقطع كان قد خضع لدراسة علمية أجراها الباحث اليمني محمد الشرعي، ونُشرت في مجلة “ريدان” المتخصصة بالدراسات الأثرية.
وناشدت الهيئة أبناء محافظة مأرب والسلطات المحلية الاضطلاع بدورهم في حماية موقع محرم بلقيس، مؤكدة أن الحفاظ على المعبد لا يتطلب فقط قرارات رسمية، بل يتطلب وعياً مجتمعياً وإحساساً بالمسؤولية تجاه الإرث الحضاري.
كما دعت الهيئة العامة للآثار والمتاحف بصنعاء منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى التدخل الفوري لوقف ما يجري من أعمال تخريب، لا سيما وأن “معبد أوام” مدرج ضمن قائمة التراث العالمي، محذّرة من أن استمرار هذه الانتهاكات يهدد بفقدان أحد أبرز الشواهد الحضارية في تاريخ اليمن القديم.
وسبق أن ذكرت الهيئة أن “معبد أوام” يضم مكتبة نقشية قديمة تحتوي على مئات النقوش المسندية النادرة، تعرض عدد كبير منها للاقتلاع والتهريب، الأمر الذي يشكل خسارة فادحة للإرث الحضاري اليمني، محمّلة السلطات المحلية في مأرب مسؤولية “الإهمال المتعمد” الذي فتح الباب أمام تلك الانتهاكات والاعتداءات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news