أقامت اللجنة الوطنية للمرأة بمحافظة مأرب، بالتعاون مع مكتب التربية والتعليم، اليوم، الملتقى التنسيقي الأول لدعم تعليم الفتاة، تحت شعار «تعليمها واجب الجميع»، بمشاركة رسمية وحكومية واسعة، وبحضور قيادات من السلطة المحلية ومكاتب التربية والصحة، إلى جانب ممثلي الجهات الداعمة والمنظمات.
وفي افتتاح الملتقى، أكد وكيل محافظة مأرب الشيخ علي محمد الفاطمي – نيابةً عن اللواء سلطان بن علي العرادة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ المحافظة – أن دعم تعليم الفتاة يمثل أولوية تنموية، مشيراً إلى أن تفعيل اللجنة والمجلس التنسيقي يأتي في توقيت مهم مع نهاية العام 2025، تمهيداً لبرامج أكثر فاعلية خلال العام القادم.
وقال الفاطمي إن اللجنة التنسيقية قائمة منذ سنوات، وإن تفعيلها يتم عبر مثل هذه الورش والدراسات والبرامج، مؤكداً التزام السلطة المحلية برفع مخرجات الملتقى إلى قيادة المحافظة، والعمل على دعمها لما لها من أثر مباشر في خدمة التعليم وتمكين الفتاة.
من جانبها، شددت مديرة دائرة اللجنة الوطنية للمرأة الأستاذة سعدة عقار على أن التعليم هو المدخل الحقيقي للتنمية المستدامة، مؤكدة أن “تعليم الفتاة يعني تعليم أسرة وجيل كامل”. وأوضحت أن الملتقى يهدف إلى رصد التحديات التي تواجه تعليم الفتيات، وصياغة حلول عملية قابلة للتنفيذ، إلى جانب إعادة تفعيل المجلس التنسيقي لدعم تعليم الفتاة الذي أُسس عام 2008 وظل مجمداً لسنوات.
وأضافت أن اللجنة تسعى للخروج بـ “ورقة ضغط” تُقدم للجهات الحكومية والمانحة مع مطلع عام 2026، بهدف حشد الدعم وتوجيهه نحو معالجة المشكلات القائمة، وفي مقدمتها التسرب المدرسي، والعجز في الكتاب المدرسي، والنقص الحاد في الكوادر التعليمية النسائية.
وفي كلمته، استعرض مدير مكتب الصحة بمحافظة مأرب الدكتور أحمد العبادي جملة من التحديات التي تؤثر على تعليم الفتاة، موضحاً أنها تتوزع بين الجوانب الأكاديمية والاقتصادية والصحية والبنية التحتية.
وأشار إلى الاكتظاظ الكبير في الفصول الدراسية، حيث يصل عدد الطالبات في الفصل الواحد إلى نحو 90 طالبة، إضافة إلى الحاجة لمدرسات متخصصات في الجوانب النفسية والاجتماعية، خاصة في الصفوف الأولى.
وأكد العبادي استعداد مكتب الصحة لتقديم ما يستطيع في دعم تعليم الفتاة، لافتاً إلى أن 75% من كادر المكتب الصحي نسائي، وأن القطاع الصحي عمل خلال السنوات الماضية على تأهيل مئات القابلات بدعم حكومي ومنظمات دولية، بما يسهم في تمكين الفتيات وربط التعليم بسوق العمل.
بدوره، أوضح نائب مدير مكتب التربية والتعليم الأستاذ عبد العزيز الباكري أن المجلس التنسيقي لدعم تعليم الفتاة تأسس عام 2008 برئاسة محافظ المحافظة، إلا أن الظروف التي مرت بها البلاد حالت دون استمراره، معبّراً عن تقديره لمبادرة اللجنة الوطنية للمرأة لإعادة إحيائه.
وأشار الباكري إلى مؤشرات إيجابية في تعليم الفتاة، أبرزها ارتفاع نسبة التحاق الفتيات بالتعليم لتتجاوز 50% من إجمالي عدد الطلاب، إضافة إلى تفوقهن في معدلات النجاح مقارنة بالبنين، مؤكداً أن هذا التفوق يفرض مسؤولية أكبر على الجهات الرسمية لدعم الطالبات وتحفيزهن على مواصلة التعليم.
وعقب الكلمات الرسمية، انطلقت جلستان تدريبيتان وحلقات نقاشية بإشراف الأستاذة شيماء الضبيعي، ركزت على تشخيص واقع تعليم الفتاة في محافظة مأرب، وبحث آليات التنسيق بين الجهات الحكومية والداعمة، وصولاً إلى توصيات عملية تهدف إلى ضمان استمرارية التعليم للفتيات وتجاوز التحديات التي فرضتها الظروف الراهنة، بما في ذلك موجات النزوح المتزايدة إلى المحافظة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news