الجنوب اليمني: وحدة الرصد
شهدت الساحة السياسية اليمنية تصعيدًا جديدًا من الإمارات باتجاه مجلس القيادة الرئاسي، حيث شن مستشار الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، عبدالخالق عبدالله، هجومًا مباشرًا على رئيس المجلس رشاد العليمي، معتبراً أن المجلس فقد حضورَه على الأرض ولم يحقق أي تقدم نحو العاصمة صنعاء.
وقال عبدالله في تغريدة على صفحته الرسمية عبر منصة (x) إن مجلس القيادة لم يعقد اجتماعًا كامل الأعضاء، وأشار إلى استقالة عدد من وزرائه، مطالبًا المجلس بأن يخرج من حالته الشللية وأن “يغادر المشهد السياسي بكرامة”، مع إعطائه الجنوب الحرية لتقرير مصيره وتحميل الشمال مسؤولية معالجة أزماته.
وكان رد الأكاديمي اليمني كمال البعداني حازماً، حيث نبه الإمارات إلى التركيز على قضاياها الداخلية بدل تدخّلها في اليمن، مشيدًا بتاريخ اليمن العريق الممتد لآلاف السنين، مستعرضًا رموزاً حضارية كتاريخ “أرم ذات العماد” وقصر غمدان وسد مأرب وناطحات السحاب في شبام حضرموت، مؤكداً أن مستقبل اليمن لا يمكن تحديده من “أسرة فنادق دبي”.
من جانبه، علق مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي على التصريحات، واصفًا الهجوم الإماراتي بـ”التدخل السافر والوقح”، متهما عبد الخالق عبدالله بالعمل لصالح قوى تعتبرها الشرعية المسلحة والأجنبية وتعمل على إضعاف الرئيس الشرعي المعترف به دوليًا.
أما الكاتب والسياسي ياسين التميمي، فقد رأى أن تغريدة عبدالله تعكس موقف الإمارات من مجلس القيادة الرئاسي، مشيراً إلى أنها تقود فعليًا إلى “نعي مبكر” لرئيس حليف الرياض، في ظل محاولات أبوظبي فرض هيمنتها على جنوب وشرق اليمن من خلال دعم أطراف محلية مدعومة عسكرياً وسياسياً، وسط غياب رد فعل معنوي قوي من طرف الشرعية وحلفائها الإقليميين.
وتوضح هذه التطورات الميدانية والسياسية توتر العلاقات بين الإمارات والسلطة اليمنية المعترف بها، مع تصاعد الخلافات الداخلية في المجلس الرئاسي، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل العملية السياسية في اليمن وإمكانية تحقيق وحدة وطنية في ظل هذه التدخلات الإقليمية المتشابكة، بحسب مصادر إعلامية محلية ودولية.
هذه المعطيات تؤكد تجدد الصراعات الإقليمية على اليمن، حيث تحاول الإمارات إعادة صياغة المشهد السياسي عبر الضغوط الإعلامية والميدانية، في مواجهة دعم الرياض لنظام الشرعية، وهو ما قد يعمق الانقسام ويعرقل أي خطوات نحو الاستقرار السياسي.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news