لقي الفريق فانيل سارفاروف، رئيس مديرية التدريب العملياتي التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، مصرعه صباح اليوم الاثنين متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها جراء تفجير استهدف سيارته في العاصمة موسكو، في حادث يُعد من أخطر عمليات الاستهداف التي تطال قيادات عسكرية رفيعة داخل العمق الروسي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وبحسب المعلومات الأولية، وقع التفجير قرابة الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، أثناء خروج سارفاروف على متن مركبته من طراز “كيا سورينتو” من مجمع سكني في شارع ياسينيفايا جنوب موسكو. وقد نُقل إلى المستشفى في حالة حرجة قبل أن يُعلن عن وفاته لاحقاً متأثراً بإصاباته.
من الجبهات إلى قلب المدن
منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، شهد الصراع تحولاً نوعياً في أدوات المواجهة، إذ لم يعد مقتصراً على ساحات القتال التقليدية، بل امتد إلى العمق الروسي والأوكراني عبر سلسلة من الاغتيالات والاستهدافات الدقيقة، طالت شخصيات عسكرية وأمنية وإعلامية ذات رمزية عالية.
وتؤشر هذه العمليات إلى تصعيد خفي في “حرب الظل”، حيث بات استهداف العقول العسكرية والرموز الدعائية جزءاً من معادلة الردع المتبادل بين الطرفين.
موسكو في دائرة الاستهداف
لم تكن العاصمة الروسية بمنأى عن هذه العمليات. ففي أغسطس/آب 2022، قُتلت داريا دوغينا، ابنة المفكر القومي الروسي ألكسندر دوغين، في تفجير سيارة بضواحي موسكو، وهي عملية وصفتها الاستخبارات الروسية حينها بأنها استهداف مباشر للبنية الفكرية القومية الداعمة للحرب.
ومع مطلع عام 2025، شهدت روسيا تصعيداً لافتاً في استهداف القيادات العسكرية العليا، من أبرزها:
الفريق إيغور كيريلوف، قائد قوات الدفاع الكيميائي والبيولوجي، الذي قُتل بعبوة ناسفة وُضعت في دراجة كهربائية قرب منزله.
الجنرال ياروسلاف موسكاليك، نائب رئيس إدارة العمليات، الذي لقي حتفه في انفجار مماثل بمدينة بالاشيخا قرب موسكو.
منابر الحرب في مرمى النار
ولم تقتصر عمليات الاستهداف على العسكريين، إذ شهدت الساحة الثقافية والإعلامية المرتبطة بالحرب عمليات نوعية. ففي أبريل/نيسان 2023، قُتل المدوّن العسكري المعروف فلادلين تاتارسكي داخل مقهى بمدينة سانت بطرسبرغ، إثر تسلّمه تمثالاً مفخخاً، في عملية وُصفت بأنها رسالة ترهيب موجهة لكتّاب الحرب والداعمين لها.
وفي مدينة كراسنودار، اغتيل ستانيسلاف رزيتسكي، القائد السابق لغواصة روسية، بعدما تتبع المنفذون تحركاته عبر تطبيق رياضي مخصص للجري.
الاغتيالات في الأراضي الأوكرانية الخاضعة لروسيا
اخبار التغيير برس
في المقابل، شهدت المناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، مثل خيرسون وزاباروجيا ودونيتسك، عشرات عمليات الاغتيال التي استهدفت مسؤولين محليين عينتهم موسكو، من أبرزهم:
كيريل ستريموسوف، نائب رئيس إدارة خيرسون، الذي قُتل في حادث سير وُصف بالمريب (نوفمبر 2022).
فيتالي غورا، نائب رئيس إدارة نوفا كاخوفكا، الذي قُتل بإطلاق نار.
كييف تتهم… وموسكو ترد بالنفي
في حين تتركز الأضواء الإعلامية غالباً على الاغتيالات داخل روسيا، تتهم كييف موسكو بإدارة حرب تصفية داخل الأراضي الأوكرانية. ومن أبرز الحوادث التي أثارت جدلاً:
مقتل ضابط رفيع برتبة عقيد في جهاز الأمن الأوكراني (SBU) في يوليو/تموز 2025، وسط كييف، حيث اتهمت السلطات الأوكرانية “خلايا نائمة” مرتبطة بالاستخبارات الروسية.
تحطم مروحية وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي ونائبه في يناير/كانون الثاني 2023، وهو حادث لم يُثبت كاغتيال مباشر، لكنه أثار شكوكاً واسعة حول اختراق أمني.
اغتيال الأكاديمية والنائبة السابقة إيرينا فاريون في مدينة لفيف، حيث اعتبرت السلطات الأوكرانية أن المستفيد من مقتلها هو موسكو بهدف زعزعة الجبهة الداخلية.
القادة الأجانب و”الكتائب الدولية”
كما طالت الاستهدافات قادة ميدانيين ومتطوعين أجانب. فقد قُتل ألكسندر كوربان، وهو طيار وقائد عسكري بارز، في مارس/آذار 2022، في ضربة وُصفت بأنها دقيقة للغاية واعتمدت على معلومات استخباراتية.
وتشير تقارير متعددة إلى مقتل ضباط أجانب ومدربين عسكريين وخبراء خلال ضربات روسية متفرقة، دون إعلان رسمي من دولهم، تفادياً للتصعيد السياسي.
و نفذت روسيا ضربات صاروخية دقيقة على مراكز تدريب في لفيف وزاباروجيا، استهدفت قادة ومتطوعين أجانب، من بينهم عناصر في كتيبة “كاستوس كالينوفسكي” البيلاروسية المعارضة.
إنشر على واتس أب
إنشر على الفيسبوك
إنشر على X
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news