من القوة العسكرية إلى برك الدماء: تاريخ جنوب اليمن

     
التغيير برس             عدد المشاهدات : 41 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
من القوة العسكرية إلى برك الدماء: تاريخ جنوب اليمن

كان اليمن الجنوبي يوماً ما الرقم الأصعب في معادلة المنطقة عسكرياً، ودولة رائدة في التعليم والبنية التحتية، بفضل دعم سخي وغير محدود من الاتحاد السوفيتي؛ ذلك الحليف الذي لم يكتفِ بالتسليح والتأهيل، بل أسقط قروضاً تجاوزت قيمتها (بمعايير اليوم) 30 مليار دولار. لكن هذا البناء الشامخ بدأ يتصدع من الداخل بفعل صراعات الرفاق التي لم ترحم أحداً.

طعنات في جسد الدولة (1978 - 1986)

بدأت المأساة الحقيقية في عام 1978، حين قُتل الرئيس سالم ربيع علي (سالمين)، ذلك القائد الذي سكن قلوب البسطاء بنزاهته، فكان رحيله جرحاً غائراً لم يندمل. ثم جاءت الفاجعة الأكبر في يناير 1986، حيث تحول اجتماع "حل الخلافات" إلى واحدة من أبشع مجازر التاريخ الحديث.

انقسمت الدولة إلى جناحين دمر كلاهما الآخر:

جناح "الزمرة": (أبين وشبوة) بقيادة علي ناصر محمد.

جناح "الطغمة": (لحج، الضالع، وردفان) بقيادة علي عنتر ورفاقه.

لم تكن حرب أفكار، بل كانت "محرقة للهوية"؛ قُتل فيها الكادر الجنوبي بناءً على أساس مناطقي، ولم يسلم منها طفل أو امرأة، وخلفت عشرات الآلاف من القتلى و100 ألف نازح صوب الشمال، بينما وقفت حضرموت بحكمتها بعيدة عن هذا الجنون.

 من الانكسار إلى الوحدة (1990)

عقب "مذبحة 86" وتفكك المظلة السوفيتية، وجدت القيادة الجنوبية نفسها في مأزق وجودي واقتصادي خانق. وتحت وطأة هذه الانكسارات، هرول علي سالم البيض (أحد أقطاب أحداث 86) نحو الوحدة، ليوقع مع الرئيس علي عبدالله صالح اتفاق عام 1990، بحثاً عن مخرج من أزمات الجنوب المتلاحقة.

اخبار التغيير برس

 أزمة 1994 والحسم

في عام 1994، حاول البيض إعلان الانفصال فجأة، لكنه وجد نفسه وحيداً؛ فالشعب الذي سئم الصراعات الداخلية وتردي الأوضاع أراد الوحدة، وحتى القادة العسكريين لم يستجيبوا لأوامره بالانفصال. تحرك علي عبدالله صالح مسنوداً بإرادة شعبية ومكونات جنوبية ليحمي "اليمن الواحد" ويحسم المعركة عسكرياً.

 عهد "صالح" وما بعده

يظل التاريخ شاهداً على أن علي عبدالله صالح كان الرجل الذي استطاع، بدهائه وصبره، إخماد الفتن وتوحيد اليمن المضطرب وتحقيق التنمية والاستقرار لعقود. وبعد رحيله، تحولت البلاد إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، وسالت الدماء في كل زاوية، وأصبحت وحدة البلاد واستقرارها في مهب الريح.

©️حسام الخرباش

إنشر على واتس أب

إنشر على الفيسبوك

إنشر على X

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الزبيدي يضع شرطًا لمشاركة القوات الجنوبية في تحرير صنعاء

نيوز لاين | 773 قراءة 

مارب.. هجوم حوثي مباغت يسقط مواقع عسكرية وتشيّيع أكثر من 15 جنديًا قضوا بالمواجهات

الأمناء نت | 629 قراءة 

محلل عسكري يكشف ورقة ضغط سياسية قد تُربك الحوثي والانتقالي

نيوز لاين | 617 قراءة 

ظهور وزير بالشرعية وهو نائم اثناء الاجتماع بعيدروس الزبيدي في عدن

كريتر سكاي | 548 قراءة 

تصريحات أصالة نصري عن اليمن تثير الجدل من جديد.. ماذا قالت؟

المشهد اليمني | 488 قراءة 

اشتعال المعارك في مأرب اليمنية بين قوات الجيش و الحوثيين

يمن فويس | 479 قراءة 

تصعيد جديد في حضرموت.. هذه تفاصيله والجهة التي تقف وراءه!

موقع الأول | 474 قراءة 

اليمن.. الرئيس يعلن أهم أولويات المرحلة

مراقبون برس | 408 قراءة 

فيديو لمعارك شرسة بين مليشيا الحوثي والانتقالي الجنوبي.. ما حقيقته؟

المشهد اليمني | 396 قراءة 

عشبة القات تصل مكة المكرمة والقبض على مقيم بحوزته كمية كبيرة

يمن فويس | 352 قراءة