في خطوة وقائية لحماية الصحة العامة، أصدرت السلطات المعنية في البلاد قرارًا عاجلاً وصارمًا يقضي بمنع دخول وتداول جميع أنواع الخضروات القادمة من محافظة إب في الأسواق المحلية.
جاء هذا القرار عقب ثبوت تقارير فنية وميدانية قدمتها جهات رقابية متخصصة تؤكد أن تلك المنتجات الزراعية تم ريها بمياه الصرف الصحي غير المعالجة، مما يجعلها ملوثة وشديدة الخطورة على صحة المستهلكين.
تفاصيل القرار وتداعياته:
وفقًا للتوجيه الرسمي، سيتم تطبيق حظر شامل على كميات الخضروات القادمة من مزارع محافظة إب، مع تكثيف الإجراءات الرقابية على كافة المنافذ الحدودية والأسواق الرئيسية لضمان عدم تسرب أي كميات منها.
ويستهدف القرار بشكل مباشر منتجات مثل الخضروات الورقية (الخس، والجرجير، والبقدونس)، والخضروات الجذرية (الجزر، والبطاطس)، وغيرها من السلع التي يُعتقد أنها الأكثر تأثرًا بهذه الممارسات الخطرة.
ويأتي هذا الإجراء استجابةً لمخاوف متزايدة من تفشي الأمراض المنقولة بالغذاء، حيث إن مياه الصرف الصحي تحتوي على نسب عالية من البكتيريا الضارة (مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا)، والفيروسات، والطفيليات، بالإضافة إلى المعادن الثقيلة والمواد الكيميائية السامة التي يمكن أن تتراكم في أنسجة النباتات وتسبب أمراضًا مزمنة خطيرة، مثل التسمم الغذائي الحاد، وأمراض الكبد والكلى، واضطرابات الجهاز الهضمي.
تصريحات رسمية وتأكيدات:
أكد مصدر مسؤول في الجهات المعنية أن هذا القرار يأتي في "إطار المسؤولية الوطنية لحماية أرواح المواطنين وسلامة الغذاء"، مشيرًا إلى أن سلامة المستهلكين هي الأولوية القصوى ولن يتم التهاون في أي إجراء قد يعرضها للخطر.
وأضاف المصدر: "لقد تم إبلاغ كافة الأجهزة الرقابية في الموانئ والنقاط البرية بالقرار، وستتم معاقبة كل من يحاول خرق هذا التوجيه الصارم بأشد العقوبات القانونية، التي تشمل مصادرة الكميات المضبوطة وفرض غرامات مالية ضخمة وملاحقة المتورطين قضائيًا".
الآثار المترتبة على المستهلكين والتجار:
يُتوقع أن يكون لهذا القرار تداعيات فورية على السوق، حيث يُنصح المستهلكون بتجنب شراء أي خضروات مصدرها غير معروف أو يشتبه في أنها قادمة من محافظة إب، والتحقق دائمًا من مصدر المنتجات التي يشترونها.
كما دعت السلطات المواطنين إلى الإبلاغ فورًا عن أي مخالفات أو محاولات لتسويق هذه المنتجات الممنوعة عبر الأرقام المخصصة لذلك.
من جانبهم، يُتوقع أن يتأثر التجار والموزعون الذين يعتمدون على توريدات محافظة إب، وهم مطالبون بالامتثال الفوري للقرار والبحث عن بدائل آمنة وموثوقة لتجنب المساءلة القانونية.
تُعد هذه الحادثة تذكيرًا صارخًا بالتحديات التي تواجه القطاع الزراعي في بعض المناطق، والتي تتمثل في نقص الموارد المائية الآمنة، مما يدفع بعض المزارعين لاستخدام مياه غير صالحة للري، متجاهلين المخاطر الصحية الجسيمة.
ويأتي هذا الحظر لتشديد الرقابة على سلسلة التوريد الغذائي وضمان تطبيق معايير السلامة والجودة بشكل صارم على المنتجات المحلية قبل وصولها إلى مائدة المستهلك.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news