أكد رئيس حلف قبائل حضرموت، عمرو بن حبريش، أن حضرموت حققت انتصارًا مهمًا في معركتها الأخيرة، ليس بقوة السلاح، وإنما بتدويل قضيتها، وارتفاع مستوى الوعي، والتفاف أبنائها حول مشروع الحكم الذاتي، مشددًا على أن الدعم العسكري الخارجي لم يغيّر من حقيقة المشهد.
وقال بن حبريش، في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لتأسيس حلف قبائل حضرموت، الموافق 20 ديسمبر 2025، إن هذا اليوم «لم يكن يومًا عاديًا، بل مثّل انطلاقة مشروع حضرموت، منذ تأسيس الحلف عام 2013، وانطلاق الهبة الشعبية الحضرمية».
وأضاف: «حضرموت خرجت منتصرة في كل المراحل منذ 2013، رغم الصعوبات وضعف الإمكانات، واليوم نؤكد أننا منتصرون أيضًا في هذه المرحلة».
وأوضح بن حبريش أن من أبرز مكاسب المرحلة الحالية «تدويل قضية حضرموت، وطرحها على المستويين الإقليمي والدولي، وارتفاع مستوى الوعي الحضرمي، والتفاف أبناء حضرموت حول مشروع الحكم الذاتي».
وأكد أن «الانتصار الحقيقي لم يكن بقوة السلاح، وإنما بقوة الوعي، وتمكين القضية، والتوافق مع الدولة، وبناء علاقات مسؤولة مع الدول الفاعلة».
وفيما يتعلق بالأحداث الأخيرة، كشف بن حبريش تفاصيل المعركة التي دارت حول منشأة النفط، قائلًا: «رغم وجود اتفاق موقّع مع السلطة المحلية واللجنة الأمنية وبرعاية الأشقاء في المملكة العربية السعودية، تم خرق الاتفاق في اليوم التالي، وتعرّض أحد مواقعنا في نقطة نازية لهجوم غادر».
وأشار إلى أن الهجوم نفذه لواء كامل ضد نقطة لا يتجاوز عدد أفرادها أربعين شخصًا، موضحًا أن: «الفارق في تلك المعركة لم يكن فارق شجاعة أو قضية، بل فارق سلاح وإمكانات».
وأضاف: «بينما كان شبابنا يقاتلون بأسلحة خفيفة، كان الطرف الآخر يمتلك مدفعية ثقيلة ومدرعات وطيرانًا مسيّرًا، بدعم عسكري مباشر من الإمارات».
وأكد أن مقاتلي الحلف صمدوا لأكثر من ثلاث ساعات، وكبّدوا القوة المهاجمة خسائر أكبر، مضيفًا: «لولا الدعم العسكري الإماراتي لهم، لما استطاعوا التقدم خطوة واحدة».
وشدد بن حبريش على أن «الانتصارات لا تُقاس بقوة السلاح، بل بثبات القضية ووعي المجتمع»، لافتًا إلى أن ما شهدته حضرموت من أحداث كشف حقيقة المشاريع الأخرى أمام المجتمع المحلي والإقليمي والدولي.
وفي ختام كلمته، ثمّن بن حبريش مواقف المملكة العربية السعودية، قائلًا: «نقدّر مواقف الأشقاء في السعودية ودعمهم السياسي ورعايتهم للاتفاق، وإرسالهم فريقًا مكلفًا لتهدئة الأوضاع، وهو ما يعكس فهمهم لطبيعة المجتمع الحضرمي».
كما أكد أن «قوات حماية حضرموت قوات نظامية وشرعية، وستتطور وتنتشر على كامل تراب حضرموت»، مجددًا التأكيد على أن «الحق منتصر، وأن قضية حضرموت باتت على مشارف النصر».
نص كلمة عمرو بن حبريش:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في هذا اليوم، وبهذه المناسبة الوطنية، الموافق 20 ديسمبر 2025م، أحييكم جميعًا، ونحن نحتفل بهذه الذكرى العزيزة، اليوم الوطني لحضرموت، والذكرى الثانية عشرة لتأسيس حلف قبائل حضرموت.
هذا اليوم لم يكن يومًا عاديًا نحتفل به فحسب، وإنما كان يوم انطلاق مشروع حضرموت. ففي مثل هذا اليوم من عام 2013، تأسس الحلف، وانطلقت الهبة الشعبية الحضرمية، إيذانًا بمرحلة جديدة من النضال.
كانت تلك المرحلة مرحلة نضال شامل:
نضال سياسي، ونضال ميداني، ونضال عسكري، قدّم فيها أبناء حضرموت تضحيات جسيمة، وسقط خلالها شهداء، وضحّى الناس بالمال والوقت والجهد، حتى تحقق الكثير من المنجزات، وفي مقدمتها بروز مشروع حضرموت كقضية جامعة.
ومن أهم ما تحقق في تلك المرحلة، بناء القدرات العسكرية الذاتية، إذ لم تكن لدى حضرموت قبل عام 2013 أي قوات منظمة، ولا ما يُعرف اليوم بقوات النخبة، ولم يكن هناك أي وجود للتحالف. أبناء حضرموت اعتمدوا على أنفسهم، وعلى سلاحهم الشخصي، وعلى إرادتهم وعزيمتهم، وحققوا أهدافهم رغم ضعف الإمكانات.
واليوم، نحن نواصل المسار نفسه والنضال نفسه. وما شهدته حضرموت من أحداث أخيرة هو امتداد طبيعي لذلك النضال، ويؤكد إرادة الحلف وإرادة أبناء حضرموت في تحقيق مشروع الاستقلال والحكم الذاتي.
نحن في الحلف خرجنا منتصرين في كل المراحل منذ عام 2013، حين واجهنا النظام السابق، وخرجنا منتصرين رغم الصعوبات والتضحيات وضعف الإمكانات. واليوم، وفي المرحلة الحالية، نحن أيضًا منتصرون.
كيف انتصرنا؟
أولًا: تدويل قضية حضرموت، حيث أصبحت اليوم قضية مطروحة على المستوى الإقليمي والدولي، وفي صدارة المشهد الإعلامي والسياسي.
ثانيًا: ارتفاع مستوى الوعي الحضرمي بشكل غير مسبوق، حيث بات كل حضرمي يدرك حقيقة المشاريع الأخرى التي كانت تُسوّق له عبر الإعلام المضلل.
ثالثًا: التفاف أبناء حضرموت حول بعضهم البعض، والتفافهم حول مشروع الحكم الذاتي، وهذا بحد ذاته نصر كبير.
نحن انتصرنا ليس بقوة السلاح، وإنما بقوة الوعي، وتمكين القضية، وبالتوافق مع الدولة، وبناء علاقات مسؤولة مع الدول الفاعلة.
وفي المعركة الأخيرة التي دارت حول منشأة النفط، ورغم وجود اتفاق موقّع بيننا وبين السلطة المحلية واللجنة الأمنية بالمحافظة، وبرعاية الأشقاء في المملكة العربية السعودية، إلا أن قوات المجلس الانتقالي خرقت الاتفاق في اليوم التالي.
وقد تم الغدر بأحد مواقعنا في نقطة نازية، مدخل الشركات، حين هاجم لواء كامل نقطةً لا يتجاوز عدد أفرادها أربعين شخصًا من أبناء الحلف.
الفارق في تلك المعركة لم يكن فارق حق أو شجاعة، بل فارق سلاح وإمكانات.
فبينما كان شبابنا يقاتلون بأسلحة خفيفة، كان الطرف الآخر يمتلك مدفعية ثقيلة، ومدرعات، وطيرانًا مسيّرًا، بدعم عسكري مباشر من الإمارات.
ورغم ذلك، صمد شباب الحلف لأكثر من ثلاث ساعات، وسطروا مواقف بطولية، وكانت خسائر الطرف المهاجم أكبر من خسائرنا. ولولا الدعم العسكري الإماراتي لهم، لما استطاعوا التقدم خطوة واحدة.
وهنا نؤكد:
الانتصارات لا تُقاس بقوة السلاح، بل بثبات القضية، ووعي المجتمع، والتفاف الناس حول مشروعهم.
اليوم لم تعد المسألة فقط حماية ثروات حضرموت، بل حماية الممتلكات العامة والخاصة، بعد ما شهدته المحافظة من نهب وتعديات. وقد أراد الله سبحانه وتعالى أن تنكشف حقيقة تلك المشاريع أمام المجتمع المحلي والإقليمي والدولي.
نحن نؤكد أن مجريات الأحداث السياسية والتحركات المحلية والإقليمية والدولية تصب في صالح مشروع حضرموت، وأننا أصحاب حق، ثابتون على أرضنا بعون الله.
ونقول بوضوح: من يركب الموجة، أو يغيّر مواقفه حسب اتجاه القوة، فسيُحاسب، وهذا أمر قادم بإذن الله.
لقد بذلنا جهدًا كبيرًا منذ عام 2013 وحتى اليوم، وقضيتنا اليوم على مشارف النصر.
ونشكر الأشقاء في المملكة العربية السعودية على مواقفهم الصادقة، ودعمهم السياسي، ورعايتهم للاتفاق، وإرسال فريق مكلف من القيادة لتهدئة الأوضاع، وهو دليل على فهمهم لطبيعة المجتمع الحضرمي.
كما نشكر الوسطاء من مشايخ القبائل والوجهاء الذين أسهموا في تثبيت الاتفاق، ونحن متمسكون به.
ونؤكد أن قوات حماية حضرموت قوات نظامية وشرعية، تتطور، وستنتشر على كامل تراب حضرموت بإذن الله.
الحق دائمًا منتصر، ولا يمكن للباطل أن ينتصر مهما طال الزمن.
نترحم على أرواح شهدائنا الذين سقطوا دفاعًا عن حضرموت، وعلى رأسهم الشهيد الرائد محمد بحميش النوحي، قائد موقع نازية، والأفراد الذين استشهدوا معه، ونسأل الله الشفاء العاجل للجرحى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news