كشف تحقيق رسمي عن حجم الفساد المالي الذي تمارسه مليشيا الحوثي الإرهابية في مناطق سيطرتها، بعد أن تبين اختلاس مبلغ 56 مليون ريال من صندوق النظافة والتحسين في منطقة الحوبان، على يد منتحل صفة المدير التنفيذي للصندوق، طلال الصوفي، لصالحه الشخصي، على حساب أمين الصندوق السابق منير الشجاع، وفق مستندات ووثائق رسمية.
وتشير الوثائق إلى أن المبالغ كانت جزءًا من حوالات أرسلها الشجاع إلى ذراع الصوفي الأول، محمد علي، مدير صندوق النظافة، عبر محلات الصرافة بتاريخ محدد، إلا أن الأموال لم تصل إلى وجهتها الشرعية، وهو ما يمثل تجاوزًا صارخًا للقوانين واستغلالًا سافرًا للمال العام.
كما تكشف نسخ شيكات التغطية الصادرة من حسابات صندوق التحسين والموقعة من طلال الصوفي، أن هذه الأموال كان من المفترض أن تغطي الحوالات، إلا أن الشيكات لم تصرف بسبب عدم وجود رصيد في حسابات الصندوق لدى البنك المركزي، ما يؤكد التلاعب والاختلاس المتعمد.
وأظهر إقرار رسمي وخطي من مدير حسابات صندوق النظافة والتحسين، إبراهيم الجعشني، أن الصندوق عليه التزامات مالية لصالح أمين الصندوق السابق تبلغ نحو 40,880,000 ريال، منها 38 مليون ريال مثبتة في الحسابات الختامية للصندوق. كما تشير الكشوف الرسمية إلى أن إجمالي المبلغ 56 مليون ريال ما زال مثبتًا بذمة طلال الصوفي، الذي استولى عليها بشكل واضح، بينما بقيت الشيكات وأصولها بحوزة أمين الصندوق السابق، ما يعكس حجم التلاعب والفساد المالي في إدارة الصندوق.
وتأتي هذه القضية لتسلط الضوء على منظومة فساد واسعة داخل مؤسسات الحوثيين في مناطق سيطرتهم، حيث توجد قضية منظورة أمام محكمة الأموال العامة مرتبطة بأمين الصندوق وبعض موظفي التحسين. ويستدعي الوضع ضرورة استكمال التحقيق وإيقاف المدير التنفيذي الصوفي ومساعديه، وإحالتهم إلى القضاء لمحاسبتهم وإلزامهم بتوريد الأموال المستحقة من موارد ضرائب كبار المكلفين.
وتؤكد هذه الواقعة بما لا يدع مجالاً للشك مدى استغلال مليشيا الحوثي للمال العام ونهب موارد الدولة دون أي رقابة، في ممارسة إرهابية اقتصادية تضاعف معاناة المواطنين وتضر باستقرار المؤسسات العامة، وتعكس مدى الانحراف الأخلاقي والسياسي لهذه المليشيا التي لا هم لها سوى التحكم في الموارد لصالح أعضائها على حساب الشعب اليمني
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news