"العواصم لا تحمي من يفشل أمنيًا وسياسيًا، بل من يفرض الاستقرار واقعًا".
لا يمكن فصل زيارة وفد حزب الإخوان المسلمين في اليمن عن التحولات الميدانية والسياسية التي فرضت نفسها على الجماعة خلال العامين الأخيرين، خصوصًا بعد انكشاف عجزها العسكري وتآكل نفوذها الإقليمي.
بريطانيا كما هو معروف هي الملاذ التاريخي ليس فقط خيار طارئ، فالعودة إلى لندن ليست تحركًا دبلوماسيًا عابرًا، بل ارتداد إلى الأصل. فبريطانيا كانت منذ نشأة تنظيم الإخوان المسلمون إحدى أهم البيئات الحاضنة والداعمة سياسيًا وفكريًا للجماعة، ومركزًا لإعادة التموضع كلما تراجعت أذرعها في الإقليم.
وعليه، فإن لقاء وفد حزب التجمع اليمني للإصلاح ( الإخوان المسلمين فرع اليمن ) مع أعضاء مجلس العموم البريطاني يعكس محاولة استدعاء هذا الدور التاريخي، لا صناعة مسار جديد.
عودة الإخوان في اليمن إلى بريطانيا ليست دلالة قوة، بل إشارة أزمة، وهي اعتراف ضمني بانتهاء دورهم الميداني، ومحاولة تعويض الخسارة على الأرض بورقة سياسية خارجية.
ومن هنا، فإن هذا التحرك، مهما بدا نشطًا، لن يغيّر اتجاه البوصلة، بل يؤكد أن الجماعة انتقلت من موقع الفعل إلى موقع الدفاع عن البقاء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news