يمن إيكو|متابعات:
قالت وكالة “بلومبرغ” إن الاتحاد الأوروبي يواجه أسبوعاً بالغ الأهمية لتحديد مكانته على خارطة النظام العالمي، وإثبات أنه ليس “ضعيفاً” كما يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مراراً وتكراراً.
ونشرت الوكالة، اليوم الأحد، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن الاتحاد الأوروبي يواجه خلال الأيام المقبلة موعدين نهائيين حاسمين: الأول هو تمويل حرب أوكرانيا ضد روسيا بدون مساعدة من واشنطن، والآخر هو إظهار قدرته على تنويع خطوط الإمداد بعيداً عن الولايات المتحدة التي تزداد عدائية وتوسيع التجارة مع أمريكا الجنوبية.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسيين ومسؤولين مطلعين قولهم إن “الفشل على أي من الجبهتين سيُلحق ضرراً بالغاً بسمعة الاتحاد الأوروبي في لحظة حرجة، وسيصبّ في مصلحة رواية الرئيس دونالد ترامب التي تقول إن القارة ضعيفة”.
وأوضح التقرير أنه مع قطع إدارة ترامب المساعدات لأوكرانيا، يقع على عاتق أوروبا الآن منع كييف من الوقوع ضحية اتفاق سلام مجحف أو حتى اجتياح القوات الروسية لها، وفي الوقت نفسه، أصبحت الاتفاقية التجارية مع دول أمريكا الجنوبية اختباراً بالغ الأهمية لمدى قدرة أوروبا على الوفاء بوعودها بتقديم بدائل موثوقة للولايات المتحدة والصين.
وبحسب التقرير، ستصل الأزمة المالية الأوكرانية إلى ذروتها يوم الخميس، عندما يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل لمحاولة إيجاد حل لقرض ضخم مقترح لكييف، وبحلول يوم الجمعة، يتعين على الاتحاد الأوروبي إنهاء عمله على الاتفاقية التجارية مع تكتل (ميركوسور)- الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وباراغواي وأوروغواي- في أمريكا الجنوبية، ومن المقرر مبدئياً عقد حفل التوقيع يوم السبت، وأي تأخير إضافي في أي من الأمرين قد يهدد الخطط برمتها.
وأشارت الوكالة إلى أن الضغط يتزايد على الاتحاد الأوروبي لإثبات قدرته على أن يكون لاعباً فاعلاً، لا مجرد متفرج، في النظام العالمي الناشئ، بعد قيام ترامب بتدمير نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي دعم أوروبا لثمانين عاماً، وتجاهل الصين للقادة والشركات في أوروبا.
ونقل التقرير عن وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساخنا قوله: “إذا أرادت أوروبا أن تكون فاعلاً جيوسياسياً حقيقياً، فعليها أن تقابل أقوالها القوية بأفعال حاسمة”، مضيفاً: “حان وقت اتخاذ القرار الآن. إن مصداقية أوروبا وأمنها وقيادتها على المحك”.
ووفقاً للوكالة فإن الخطة المفضلة لأوروبا لمساعدة أوكرانيا هي تقديم قرض بـ 90 مليار يورو (106 مليارات دولار) من الأصول الروسية المجمدة على أراضي الاتحاد الأوروبي على مدى العامين المقبلين، مما يسمح لكييف بالحفاظ على استمرارية خدماتها الأساسية وقواتها العسكرية.
ولكن بحسب التقرير فإن هذه الفكرة تواجه معارضة شديدة من بلجيكا التي تضم معظم الأموال المجمدة، حيث تخشى بلجيكا من اضطرارها لسداد القرض في حال استعادت روسيا الأصول في المحكمة، وفي الوقت نفسه، ترحب فرنسا باستغلال الأموال المجمدة في بلجيكا، لكنها تقاوم محاولات استخدام الأصول المجمدة في بنوكها.
وتمارس الولايات المتحدة “ضغوطاً سرية” على أوروبا لعدم المساس بالأموال، بحجة أن هذه الأموال من الأفضل استخدامها كورقة مساومة في محادثات السلام، حسب ما جاء في التقرير.
ونقلت الوكلة عن مصادر مطلعة قولها: “إذا لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، فسيتعين عليه البدء في استكشاف حلول مؤقتة ريثما يعيد النظر في نهجه، وهذا يعني مزيداً من التأخير، ومزيداً من المناقشات، ومزيداً من الذخيرة لخطاب ترامب الساخر”.
وبخصوص اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي مع كتلة (ميركوسور) لدول أمريكا الجنوبية، قال المسؤولون والدبلوماسيون إنها ستوجه رسالة بأن الاتحاد الأوروبي يستطيع كسر التبعية الاقتصادية للولايات المتحدة والصين من خلال تعميق العلاقات مع الديمقراطيات الأخرى، وهو ركن أساسي في خطة رد الاتحاد على ترامب.
لكن وفقاً للتقرير فإن فرنسا تسعى لتأجيل الاتفاق حتى يناير على الأقل، خوفاً من احتجاجات مزارعيها، وهي خطوة يراها البعض محاولة لإفشال الاتفاق برمته.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى قوله: “إذا لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من توقيع الاتفاقية بحلول نهاية العام، فسيكون ذلك دليلاً على أن أوروبا ببساطة لا ترغب في علاقات أقوى مع أمريكا الجنوبية، مما سيؤدي إلى فقدان الثقة بالاتحاد الأوروبي على مستوى العالم”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news