اخبار وتقارير
كارثة التراث في إب.. كيف حوّلت سلطات صنعاء مبنى المتحف العام إلى مسكن خاص وقسم شرطة؟
الجمعة - 12 ديسمبر 2025 - 10:10 م بتوقيت عدن
-
نافذة اليمن - عدن
حلقة جديدة من سلسلة الاعتداءات على التراث اليمني، كشفتها مصادر مطلعة في قطاع الآثار، وهي واحدة من أخطر قضايا التدهور التي تطال المعالم التاريخية، إذ أقدمت السلطات التابعة لمليشيا الحوثي على اتخاذ إجراءات صادمة بحق مبنى متحف محافظة إب، محوّلة إياه من منشأة ثقافية مرتقبة إلى ملكية خاصة ومقر أمني.
و تفيد المعلومات بأن سلطات الانقلاب قامت بتأجير مبنى المتحف، الذي كان قيد الترميم، لأحد المقاولين، مبررة ذلك بـ"العجز" عن سداد مستحقاته المالية المتأخرة منذ سنوات. والأخطر من ذلك، أنها اقتطعت جزءاً حيوياً من المبنى، وحوّلته إلى قسم للشرطة.
و أثارت هذه الخطوة غضباً واسعاً وصدمة عميقة في الأوساط الثقافية والمختصين، لا سيما أن مدينة إب تُعد من أبرز المدن اليمنية احتضاناً للآثار النادرة، بما في ذلك مواقع مثل ظفار، عاصمة مملكة حِمْيَر القديمة، ومدينة جبلة، التي اشتهرت بحكم الملكة أروى الصليحي.
و يؤكد خبراء أن هذا التصرف يمثل دليلاً صارخاً على تدهور حالة التراث الوطني في ظل سيطرة سلطات الأمر الواقع، محذرين من فقدان ما تبقى من الهوية التاريخية للمدينة.
و على الرغم من الثراء الأثري الهائل للمحافظة، فإن إب لا تمتلك حالياً متحفاً عاماً فعالاً. فقد تم تجميع آلاف القطع الأثرية، والتي كان من المقرر عرضها في المبنى المؤجر، وتخزينها في صناديق داخل مخزن تابع للمركز الثقافي، دون أي خطط واضحة لحمايتها أو عرضها على الجمهور.
وكان المبنى الحالي، وهو في الأصل دار ضيافة تاريخية جرى تسليمه لفرع هيئة الآثار عام 2007 ليصبح متحفاً رسمياً، قد شهد أعمال ترميم وصلت إلى نحو 70% من إجمالي المشروع بتمويل محلي قبل توقفها مع أحداث 2014.
المصادر في الهيئة العامة للمتاحف تؤكد أن مشروع افتتاح المتحف بات في حكم المستحيل، بسبب رفض وزير داخلية الجماعة، عبد الكريم الحوثي، إخلاء قسم الشرطة المستحدث داخل غرفتين من المبنى، إضافة إلى استمرار إقامة المقاول في الموقع، لعدم سداد السلطة المحلية لمستحقاته المالية حتى اليوم.
و لم تتوقف التعديات عند متحف إب، إذ كشفت الهيئة أيضاً عن واقعة تخريب جديدة طالت حصن المقرانة الأثري في مديرية جبن التابعة لمحافظة الضالع (التي كانت امتداداً للدولة الحميرية).
و نفذ فريق متخصص نزولاً ميدانياً وثّق فيه سلسلة من المخالفات الخطيرة التي شجعتها سلطات الحوثيين تحت ذريعة البحث عن الكنوز، وكان أبرزها تدمير أجزاء من المنحدرات الشرقية بسبب شق طريق إسفلتي، وتجريف مباني أثرية في السهل الشمالي بهدف البناء، و إنشاء مبانٍ حديثة ومنشآت أسمنتية غير مرخصة داخل حدود الموقع، واستخدام الأحجار الأثرية في عمليات البناء الجديدة.
كما أوصى الفريق بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة، تشمل تعيين حارس محلي، ومنع أي استحداثات جديدة، وتوعية السكان بحدود الموقع، للحفاظ على ما تبقى من الإرث الحميري الذي يتعرض للتلاشي في ظل صمت الجهات المسيطرة.
الاكثر زيارة
اخبار وتقارير
هلال الإمارات يفتتح العيادة المتنقلة في الساحل الغربي.
اخبار وتقارير
10 شهداء وجرحى من القوات الجنوبية في هجوم استهدف معسكر عارين بشبوة.
اخبار وتقارير
حملة إماراتية عاجلة بحضرموت.. كسوة شتاء للأطفال وسلال غذائية لذوي الهمم لمو.
اخبار وتقارير
محاولة اقتحام منزل بعنف في إب تُسفر عن إصابة شاب بجروح خطيرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news