في خطوة وُصفت بأنها تاريخية ومحورية، شهدت محافظة المهرة اليوم الأربعاء، تطوراً لافتاً في المشهد الأمني والعسكري، تمثل في توقيع اتفاق تنسيق وتكامل بين قوات المنطقة العسكرية الرابعة (القوات الجنوبية) وقوات درع الوطن – المهرة. يأتي الاتفاق في إطار جهود متضافرة لترسيخ الأمن ومنع أي فرص للتصعيد أو الاستقطاب في المحافظة الاستراتيجية.
وبموجب الاتفاقية التي تم تنفيذها على أرض الواقع، تسلمت القوات الجنوبية بقيادة اللواء فضل باعش، إدارة وتأمين البوابة الغربية الخارجية والداخلية لمطار الغيضة، بالإضافة إلى مجمع السكن التابع له. في المقابل، ستستمر قوات درع الوطن بقيادة العميد عبدالله بن سديف الجدحي، في إدارة كافة المرافق الأخرى بالمطار ومداخله الرئيسية، مما يرسخ مبدأ الشراكة وتقاسم المسؤوليات.
ويرى مراقبون أن هذا التحرك يأتي كإجراء استباقي لسد أي ثغرات أمنية قد تُستغل من قبل أطراف خارجية أو داخلية لإثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار. فالاتفاق لا يقتصر على مجرد إعادة انتشار عسكري، بل يمثل مدخلاً لبناء تحالف أمني قوي يهدف إلى حماية المنشآت الحيوية وضمان سلامة المواطنين، ويعكس نضجاً في إدارة الخلافات وتفضيل الحوار على الخلاف.
وقد حظي الاتفاق بدعم ومباركة واسعة من القيادات المحلية والاجتماعية الرسمية في المحافظة، حيث تُعد جهود محافظ المهرة محمد علي ياسر، ورئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى السلطان عبدالله بن عيسى آل عفرار، حجر الزاوية في إنجاز هذا التوافق. كما لعبت تدخلات إيجابية من قبل عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، الدكتور سالم القميري، دوراً محورياً في تسهيل المفاوضات وبلورة رؤية موحدة.
شهد مراسم التسليم والاستلام الرسمية، التي أقيمت في المطار، عدد من كبار القادة العسكريين وشخصيات اجتماعية مؤثرة، من بينهم اللواء محسن مرصع، والقائد قاسم الثوباني، وشيخ قبائل آل كثير الشيخ فيصل بن حازم، بالإضافة إلى الشيخ جميل السنح بلحاف، والشيخ ياسر الأسد، والشيخ صبري كلشات، وغيرهم من القيادات التي أثنت على الخطوة، معتبرة إياها تتويجاً لجهود اللمّ الشمل وتوحيد الكلمة في وجه أي تحديات محتملة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news