في خطوة تؤكد على السعي نحو تحقيق انتعاش اقتصادي منظم، انطلقت اليوم الأربعاء في العاصمة اليمنية عدن، أعمال ورشة العمل التحضيرية لمؤتمر عدن الاقتصادي، الذي يُنتظر أن يشكل منصة حيوية لرسم ملامح الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، واجتذاب الاستثمارات اللازمة لإعادة الإعمار.
تنظم الورشة، التي تستمر ليومين، كل من وزارة الصناعة والتجارة والسلطة المحلية بمحافظة عدن، تحت شعار
(الشراكة الحقيقية بين القطاع الخاص والحكومة)
، تمهيداً للمؤتمر الاقتصادي الرئيسي المزمع عقده نهاية شهر يناير القادم.
أهداف استراتيجية لصياغة مستقبل اقتصادي
تهدف الورشة إلى ما هو أبعد من مجرد الاستعدادات التنظيمية؛ فهي تسعى إلى بناء أساس متين للحوار الوطني حول الاقتصاد. وتركز الأعمال على إعداد ورقة موقف حكومية موحدة وقوية، ستكون بمثابة المرجع الأساسي في المفاوضات والمشاورات المقبلة مع ممثلي القطاع الخاص والجهات المانحة والدولية.
وتتمحور أهداف الورشة حول عدة محاور رئيسية، أبرزها:
توحيد الرؤى الحكومية:
بلورة رؤية اقتصادية مشتركة بين مختلف الوزارات والهيئات الحكومية تجاه آليات الشراكة مع القطاع الخاص.
تحديد التحديات:
تشخيص المعوقات البيروقراطية والتنظيمية التي تعيق الاستثمار وتضعف بيئة الأعمال، ووضع حلول عملية لها.
تحديد الأولويات:
صياغة قائمة أولية بالمشاريع الاستثمارية والتنموية ذات الأولوية التي يمكن للمستثمرين والمانحين المساهمة فيها.
تحديث التشريعات:
مراجعة القوانين والتشريعات النافذة التي أصبحت بحاجة إلى تطوير لتواكب المتغيرات الاقتصادية العالمية وتسهيل انسياب رؤوس الأموال.
الوالي: القطاع الخاص هو قاطرة التنمية
وفي كلمة له خلال الافتتاح، أكد نائب وزير الصناعة والتجارة، سالم الوالي، أن الورشة تمثل "خطوة أساسية ومحورية" نحو إنجاح المؤتمر الاستثماري الأول من نوعه في عدن. وشدد الوالي على "ضرورة الخروج بمخرجات عملية وقابلة للتنفيذ، لا تبقى حبراً على ورق، بل تعزز الحوار الجاد والبنّاء مع القطاع الخاص والجهات المانحة".
ولفت إلى أن "القطاع الخاص هو قاطرة التنمية الحقيقية، وأن تجاوز الأزمة الاقتصادية الراهنة لن يتم إلا من خلال تفعيل الاستثمارات وإطلاق المشاريع الفاعلة التي توفر فرص العمل وتساهم في تحقيق الاستقرار".
الشعبي: عدن تفتح أبوابها للاستثمار
من جانبه، سلط وكيل محافظة عدن، حكيم الشعبي، الضوء على الأهمية الخاصة التي يحملها الحدث للمدينة، مشيراً إلى أن "عدن تقف اليوم على أعتاب مرحلة اقتصادية جديدة ومختلفة، تقوم على مبادئ الانفتاح الاقتصادي، وتسهيل إجراءات الاستثمار، وتحديث التشريعات لخلق بيئة جاذبة".
وأضاف الشعبي أن "هذه الورشة هي رسالة واضحة للمجتمع الدولي والمستثمرين بأن عدن عازمة على استعادة دورها التاريخي كمركز اقتصادي وتجاري رائد في المنطقة".
حضور رفيع المستوى يؤكد على أولوية الحدث
ويؤكد الحضور المكثف رفيع المستوى على الأهمية القصوى التي توليها الحكومة لهذا التوجه الاقتصادي. شهد حفل الافتتاح كل من نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة صلاح العاقل، ونائب وزير التعليم الفني عبد ربه المحولي، ونائب وزير الأشغال الدكتور محمد أحمد ثابت، إلى جانب عدد من وكلاء الوزارات، ورؤساء الهيئات والمؤسسات العامة، ومسؤولي القطاعين الاقتصادي والخدمي في المحافظة.
وتختتم الورشة أعمالها غداً، الخميس، على أن تكون مخرجاتها هي الأساس الذي سيُبنى عليه الحوار الموسع خلال مؤتمر عدن الاقتصادي، والذي ينتظر أن يكون محطة فارقة في جهود إعادة إعمار المدينة وتعزيز مكانتها الاقتصادية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news