في تطور يثير الشكوك والقلق، كشف الناشط الإعلامي عبدالقادر الخراز، اليوم الثلاثاء، عن هبوط طائرة شحن كبيرة من نوع (72F) في مطار صنعاء الدولي، الذي تسيطر عليه ميليشيا الحوثي الانقلابية بالقوة.
ووصف المراقبون الحدث بأنه "مشبوه" ويتسم بـ"التكتم الشديد"، مما يفتح الباب على مصراعيه للتساؤلات حول طبيعة الشحنة والجهة المرسلة، والأغراض الحقيقية وراء هذه العملية السرية.
وأوضح الخراز في تغريدة له عبر منصة "إكس" أن الطائرة كانت تحمل حمولة تقدر بنحو 9.2 طن، إلا أنه لم يتم الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بمحتويات هذه الشحنة الثقيلة، أو ما إذا كانت شحنة تجارية عادية، أم شيئاً آخر يخفيه الانقلابيون عن الرأي العام اليمني والدولي.
الغياب التام للشفافية حول هذه الشحنة دفع العديد من المراقبين إلى طرح سلسلة من التساؤلات الملحة. وفي ظل سجل ميليشيا الحوثي الطويل في انتهاك القرارات الدولية وتهريب الأسلحة من إيران، يرجح أن تكون الشحنة جزءاً من دعم طهران المستمر للميليشيا، الذي قد يشمل قطع غيار للطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية التي تستخدمها في استهداف المدنيين اليمنيين وتهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
كما لا يستبعد مراقبون أن تكون الشحنة تحتوي على أموال طائلة أو عملة صعبة، دعم آلة الحرب الحوثية وتمويل عملياتها العسكرية، أو حتى توفير سلع كمالية لقادة الميليشيا وكبار المسؤولين فيها، الذين يعيشون في ترف وبذخ بينما يغرق الشعب اليمني في فقر مدقع.
يأتي هذا التكتم في وقت يعاني فيه ملايين اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين من أوضاع إنسانية كارثية، مع انهيار كامل للقطاع الصحي، وانتشار المجاعة والأوبئة.
ويثير وصول طائرة شحن ثقيلة بهذا السرية استياء واسعاً، حيث يُنظر إليه على أنه دليل قاطع على أن أولويات الميليشيا لا تنصب على معاناة الشعب، بل على تعزيز قدراتها العسكرية وتثبيت سلطتها غير الشرعية.
إن إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات المدنية التجارية، في حين يُفتح سراً لاستقبال شحنات مجهولة المصدر والغرض، هو خير دليل على ازدواجية المعايير التي تنتهجها سلطة الأمر الواقع في صنعاء، والتي تستخدم مقدرات البلاد لخدمة أجندتها الحربية والسياسية المدعومة من إيران.
طالبت أوساط يمنية ودولية المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة التحقيق في هذا الحدث والكشف عن ملابساته. مؤكدين أن استمرار تدفق هذه الشحنات السرية إلى مطار صنعاء يمثل انتهاكاً صارخاً للقرارات الدولية ذات الصلة، ويقوض جهود السلام ويعمق من معاناة الشعب اليمني.
يؤكد هذا الحدث مجدداً أن ميليشيا الحوثي لا تزال كياناً مارقاً، لا يلتزم بالقوانين والأعراف الدولية، ويعمل كذراع لإيران في المنطقة، مستخدماً سيطرته على مطار صنعاء وموانئ اليمن لتهريب كل ما يخدم أجندته العدائية، على حساب أرواح ومستقبل اليمنيين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news