النُخبة السياسية اليمنية .. بين الفشل والفساد والتبعية ..!!
قبل 8 دقيقة
بدايةً .....
من المعروف لدى الجميع أن النخب السياسية في كل دول العالم ، هي من تتولى إدارة شئون العمل السياسي والدبلوماسي فيها ، وتشمل قيادات العمل السياسي في السلطة وفي المعارضة ، ويتوقف مستقبل الوطن وأمنه واستقراره وتقدمه وازدهاره على نوعية تلك النخبة ، فكلما كانت تلك النخبة تتمتع بالمزيد من الوعي والثقافة والعلم وروح المسئولية والولاء للوطن والتحرر من التعصبات الدينية والمذهبية والطائفية والحزبية والمناطقية والقبلية ، كلما ساهم ذلك بشكل إيجابي في حفظ أمن واستقرار الوطن وتقدمه وازدهاره ، وكلما كانت النخبة السياسية جاهلة ومتخلفة ولا تتمتع بروح المسئولية وغير متحررة من التعصبات السلبية بمختلف انواعها وفاقدة الولاء للوطن وتعمل في خدمة أجندات خارجية ، كلما ساهم ذلك في الدفع بالوطن نحو مربعات الحروب والصراعات والعنف والفوضى والخراب والدمار ..!!
وبذلك .....
فإن مستقبل الأوطان وأمنها واستقرارها وسيادتها ، يتوقف على نوعية النخبة السياسية التي تحكمها ، فإذا شاهدنا وطناَ ما في أي مكان في العالم ينعم بالأمن والاستقرار ، ويسير بخطى ثابته نحو المستقبل الزاهر والتقدم الحضاري ، وينعم بالأمن والاستقرار والسيادة والتعايش السلمي والشراكة الوطنية والتعددية السياسية ، فهذا دليل على أنه يمتلك نخبة سياسية ( إيجابية ) ، والعكس صحيح ، وبتطبيق ذلك على الحالة اليمنية ، فإننا سوف نصل إلى نتيجة واضحة ، مفادها بأن النخبة السياسية اليمنية الحاكمة اليوم نخبة سياسية ( سلبية ) ، لأن الأوضاع المأساوية والكارثية والسلبية التي يعيشها الشعب اليمني اليوم ، هي التي تؤكد على ذلك ، وهو ما يدل على تدني مستوى وعي وثقافة أفراد هذه النخبة ، وعدم إحساسهم بالمسئولية تجاه شعبهم ، وفقدانهم للولاء الوطني ، ويؤكد بأنهم يقدمون ولاءاتهم المذهبية والطائفية والمناطقية ومصالحهم الشخصية والنفعية والمادية على المصالح العليا للوطن ، ويعملون في خدمة اجندات ومشاريع خارجية ..!!
وبالتالي .....
فٱن ما يعانيه الشعب اليمني اليوم من انقسامات واصطفافات وحروب وصراعات وخلافات حزبية ومذهبية وطائفية ومناطقية ومآسي وكوارث وفساد ، وما يتعرض له من تدخلات سياسية وعسكرية خارجية ، ومن حروب وصراعات داخلية ، ومن فقدان للأمن والاستقرار والسيادة ، هو النتيجة الطبيعية للسياسات والمواقف السلبية للنخبة السياسية الحاكمة اليوم ، فهي وبدون شك من أوصلت الوطن إلى ما وصل إليه اليوم من السلبية في كل مناحي الحياة ، وباستمرار هذه النخبة بمختلف توجهاتها وانتماءتها واحزابها وبرامجها ومسمياتها ومشاربها في التحكم بالشأن السياسي اليمني ، ستظل السلبية هي سيدة الموقف ، وستظل سيادة اليمن مباحه ، وسيظل القرار السياسي اليمني مفقوداً ، وسيظل التدخل الخارجي مستمراً ، وستظل الحروب قائمة ، وسيظل الأمن والاستقرار ضائعاً ، وستظل الحقوق والحريات والديمقراطية مصادرة ، وستظل التنمية في حالة سبات ، وسيظل الدم اليمني ينزف بلا توقف ، وسيظل الفساد يستشري ويستفحل بلا رقيب ، وسيظل السلام حلما بعيد المنال ..!!
وهذه هي النتيجة الطبيعية والمتوقعة لهكذا وضع مأساوي وكارثي ، فماذا يمكن أن ننتظر من نخبة سياسية مثقلة بالاحقاد والكراهية والتآمر على كل شيء جميل في هذا الوطن ، نخبة سياسية منغمسة إنغماساً في الفساد والتبعية والولاء لمشاريع سياسية وتوسعية خارجية ، نخبة سياسية لا تمتلك قرارها السياسي ، ولا تتمتع بأدنى مقومات الوعي والثقافة والخبرة والولاء للوطن ، نخبة تستمتع وتتلذذ وهي تشاهد المواطنين اليمنيين وهم يعانون ويتألمون ويهانون في كل مكان دون أن يهتز لهم طرف ، بل تراهم وهم يتفنون في ابتكار المزيد من القوانين والاتاوات التي تكسر ظهر المواطن اليمني وتزيده فقرا وجوعا وتشردا وضيقا وبؤسا وشقاءا ، من أي جنس جاءت هذه النخبة وما هذا الابتلاء الذي ابتلانا الله تعالى بهم ، غاية في البلادة والجشع وكتل متحركة من الغباء والسفافة ، يعيشون في قصورهم وفنادقهم يأكلون ويشربون ويتمتعون كالانعام بل هم أضل ، نفس السياسة نفس الاساليب لا تجديد ولا تحديث ولا تغيير ، لا هم بالذي اختاروا طريق السلام واخلصوا النوايا وقدموا التنازلات وتقاسموا السلطة والثروات وخارجوا الشعب ، ولا هم بالذي دخلوا الحروب وحاربوا مثل خلق الله وحسموا الحرب لأي طرف كان ، اكثر من 10 سنوات والحرب تراوح مكانها ملاحقة من تبة إلى تبة ومن جبل إلى جبل ، وهدنة لها اكثر من 5 سنوات ومفاوضات من عاصمة إلى عاصمة ومن كذب إلى كذب ومن تخدير إلى تخدير ، على من يكذب هؤلاء ، ما هذا الابتلاء يا ارحم الراحمين الدي ابتليتنا به بهذه النخبة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية ، الحمد لله على كل حال ، نخب العالم السياسية تتسابق في خدمة وتطوير وتقدم ورفاهية شعوبها ونخبتنا السياسية تتسابق على الخراب والدمار والحروب والتآمر والفشل والتبعية للخارج ، وتعمل على تقسيم وتمزيق وطننا ونهب ثرواته وتقاسم موارده إلى خزائنهم وحساباتهم وجيوبهم ِ..!!
وللاسف الشديد في ظل حكم هذه النخبة المنقسمة سياسيا ومذهبيا وحزبيا ومناطقيا ، وفي ظل عدم وجود قواسم مشتركة فيما بينها ، فلا يوجد أفق للحل السياسي ، وستظل الحروب والصراعات هي ميدانها الوحيد لحل كل خلافاتها ، وهي وسيلتها الوحيدة للاستمرار في الحكم ، وممارسة السلطة بدون رقيب ولا حسيب ولا نظام ولا قانون ، كيف لا ولدبهم العذر الكبير والمبرر الجلل ( نحن في حرب ) ، دون أي اعتبار للمصالح العليا للوطن ودون أي احساس بالمسئولية تجاه شعب يعاني كل صنوف المآسي والكوارث ويتجرع كل يوم مرارة الفقر والجوع والفاقة نتيجة تدهور الاوضاع الاقتصادية ، وختاما لا خير في نخبة سياسية منقسمة ومتعصبة ومتصارعة وفاشلة وفاسدة وتابعة لمشاريع خارجية ، لا خير في نخبة تشاهد شعبها يتجرع كل المرارات والكوارث والمآسي ، وهي تعبث بالمليارات والقصور والرحلات السياحية ، وتصنع المزيد من العراقيل والعقبات في طريق انقاذ هذا الشعب المنكوب بنخبته السياسية ، وكمواطن يمني متحرر من كل التعصبات الحزبية والمذهبية والقبلية والمناطقية ولا تربطني أي علاقة بأي طرف ولا مصلحة معي عند أي طرف ، اقولها وبكل صراحة وبأعلى صوت مصيبة اليمن وكارثة اليمن تكمن في نخبتها السياسية الفاشلة والجاهلة والسلبية والعميلة والتابعة لأجندات ومشاريع خارجية ( بدون استثناء ) ..!!
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news