سارعت مليشيا الحوثي في محافظة الحديدة، الاثنين، إلى تدشين ما وصفته بـ”مخيم طبي مجاني لجراحة العيون” في مديرية الدريهمي، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة مكشوفة لصرف الأنظار عن الجريمة التي ارتكبتها الجماعة قبل أيام بهدم منازل عشرات الأسر في منطقة دير حسن بكيلو 16 وتشريد سكانها بزعم تنفيذ حكم قضائي.
وبحسب مصادر محلية، دفع الحوثيون بقيادات تابعة لهم من هيئة الزكاة والصحة لحضور الفعالية، بهدف إظهار نشاط إنساني مزعوم، رغم أن الخدمات التي يعلنون عنها محدودة ولا تلامس الاحتياجات الحقيقية للمرضى، في ظل الانهيار الواسع للقطاع الصحي في مناطق سيطرتهم.
وأكدت المصادر أن الجماعة كثّفت تغطيتها الإعلامية للمخيم لتلميع صورتها، بعد موجة الغضب الشعبي جراء عمليات الهدم القسري للمنازل في دير حسن، وفرض الجبايات الباهظة على أبناء تهامة، بينما يعيش معظم السكان أوضاعاً معيشية صعبة وتفشي الأمراض بسبب غياب الخدمات الأساسية.
ويشير حقوقيون في الحديدة إلى أن مليشيا الحوثي دأبت خلال السنوات الماضية على استغلال الأنشطة الإنسانية لشرعنة وجودها وتمويل مؤسساتها، في وقت تواصل فيه فرض الرسوم والإتاوات على السكان والتجار، وفرصة لجمع الزكوات وتوجيه الموارد لصالح مجهودها الحربي.
كما اعتبر ناشطون أن الحديث عن تقديم “200 عملية جراحية” لا يغيّر من حقيقة الأوضاع في المحافظة، حيث تعاني المستشفيات من نقص الأدوية، وارتفاع معدلات الفقر، وغياب أي دور فعلي للسلطات الحوثية في دعم الخدمات الطبية أو حماية حقوق المواطنين.
وأكد الناشطون أن محاولات الجماعة لإطلاق حملات إعلامية جديدة “لن تمحو آثار الجريمة”، مطالبين بفتح تحقيق دولي في الانتهاكات الواسعة التي يتعرض لها التهاميون على يد المليشيات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news