بقلم/د: عبود عبد ناصر عبادي
على مدى أكثر من عشر سنوات ظل الحلم الجنوبي يتحرير كامل التراب الجنوبي وتخليص وادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة من قوات المنطقة الإخوانية الأولى يراود عقول ومخيلات أبناءه وقادته الأوفياء المخلصين والمؤمنين بعدالة قضيته ،كيف لا وهو واجب وطني مقدس وكان أن تحقق عهد الرجال للرجال الذين صدقوا ما عاهدوا ربهم وشعبهم عليه و اوفوا بما وعدوا به ،كانت خطة التحرير تصاغ بهدوء وسرية تامة وكان لابد من تهيئة الأجواء والظروف الموضوعية والذاتية لتنفيذها ،وإلى جانب التخطيط العسكري الاستراتيجي كان لابد من إيجاد الغطاء السياسي لمثل هذه الخطوة الحاسمة التي لايتمناها أعداء الجنوب وكان لابد من أخذ زمام المبادرة لمواجهة ماقد يحدث من ردود أفعال الطرف المستفيد من بقاء هذه القوات جاثمة على أرض الجنوب في وادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة وكان الحدس والدهاء الجنوبي حاضراً وبقوة كما هي خطة التحرير جاهزة ،فتم توجيه الأوامر إلى النخبة من القوات المسلحة الجنوبية بالتحرك والتنفيذ وكان لنا ما أردناه وتمكنا بعزيمة الرجال المخلصين من جعل الثالث والرابع من ديسمبر من عام 2025م أياماً استثنائية في ذاكره الجنوبيين، وفي أربع ساعات عادت سيؤن وكل مديريات وادي وصحراء حضرموت وتلتها محافظة المهرة إلى الحضن الجنوبي بعد معارك حاسمة سوف تخلد في صفحات التاريخ العسكري وسوف تدرس في الاكاديميات والكليات العسكرية في كل أنحاء العالم ، وتم إخراج قوات المنطقة الإخوانية الأولى ودحرها إلى حيث يجب أن تذهب ويجب أن تكون لمحاربة الحوثي وتحرير الشمال المختطف من عصابات إيران وفقاً لما نصت عليه إتفاقية الرياض
لم يكن نصر الثالث والرابع من ديسمبر سهلا كما قد يظنه البعض لكنه جاء نتيجة لتضحيات خيرة شباب الجنوب الذين ضحوا بأرواحهم وسطروا ملحمة قتالية أسطورية في التضحية والفداء وعزيمة وإصرار خيرة قادته العسكريين من جيل الشباب أمثال العميد مختار النوبي والقادة المخضرمين أمثال العميد عثمان معوضة وغيرهم من خيرة رجال الجنوب الذين لاتسعفني الذاكرة لذكرهم في هذه اللحظة.
غير أن معركة الحفاظ على هذا النصر تتطلب إلى جانب الحزم حكمة وعقل ودهاء فهناك الكثير من المتصيدين للأخطاء وهناك الكثير من ضعاف النفوس من الذين قد يرتكبوا حماقات و أخطأ لكنها ستكون قاتله إن حدثت وهذا يتوجب أن يُحسب حساب لكل هذه الأشياء والعمل على تلافيها قبل حدوثها.
أيضاً يتوجب استقلال هذا النصر على المستوى الدبلوماسي والسياسي لتعزيز ثقة العالم بأننا كجنوبيين أصحاب حق وقضية عادلة و أننا قادرون على حماية مصالح الحلفاء بكل ندية وكفاءة عالية وأنه قد حان الوقت للاعتراف الإقليمي والدولي بحق شعب الجنوب في الحرية والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.
أيضاً يجب استقلال هذا النصر داخلياً لتعزيز ثقة أبناء حضرموت وأبناء المهرة برجال قواتنا المسلحة الجنوبية و أنهم رجال دولة إلى جانب كونهم رجال حرب وقتال وعليه أنصح بالاستعانة بالكوادر الإدارية النزيهة والعاقلة والمؤمنة بحق شعبنا الجنوبي في الحرية والتحرير واستعادة الدولة الجنوبية من أبناء حضرموت والمهرة لادارة المرحلة الراهنة والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة إلى جانب الكوادر النزيهة والشريفة التي تتواجد حالياً .
كما يتوجب أيضاً توجيه رسائل إيجابية إلى جميع الأطراف بأن الحقوق المشروعة محفوظة ، وأنه سيتم الضرب بيد من حديد على لكل من تسول له نفسه المساس بهذا الإنجاز العظيم وتشويه تضحياتنا.
حفظ الله الجنوب أرضاً وشعباً وانساناً .
المجد للجنوب
الخلود للشهداء
الشفاءللجرحى
وأنه لعمل حتى تحرير كامل التراب الجنوبي وتحقيق كل تطلعات شعبنا الجنوبي في الحرية والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.
5/ديسمبر 2028م.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news