في تطورٍ يفتح ملفًا عتيقًا من الملفات المنسية في اليمن، أفادت مصادر محلية من محافظة ذمار (وسط اليمن) بالعثور على مدفن جبلي في عزلة الكلبين التابعة لمديرية وصاب العالي، يحتوي على جثمان يُعتقد بقوة أنه يعود لشيخ اختفى في ظروف غامضة قبل أكثر من أربعة عقود.
الاكتشاف أعاد إلى الواجهة قضية شغلت الرأي العام المحلي في فترة الثمانينيات، وأثار آمالًا في كشف مصير أحد ضحايا الفترة التي عُرفت تاريخيًا بـ"التخريب".
وبحسب روايات متداولة بين أهالي المنطقة، فإن مجموعة من الشباب كانت تتجول في أحد الجبال النائية عندما لاحظت وجود مدفن غير معهود.
وبعد إبلاغ كبار السن، وتوجيههم إلى الموقع، تم التقاط صور ومقاطع فيديو توثق المكان، ليتم التوجه بها إلى أحد وجهاء العزلة، المواطن "غالب قايد"، للاستدلال على هوية صاحب المدفن.
ونقل عن غالب قايد تأكيده المبدئي، بناءً على معلومات تاريخية وموقع المدفن، أن الجثمان قد يعود للشيخ "أحمد عبده قايد الشنيفي"، وهو شخصية اجتماعية مرموقة اختفت عن الأنظار في أحداث دامية عام 1981.
ملف اختفاء الشيخ أحمد الشنيفي:
تشير الشهادات التاريخية لأبناء المنطقة إلى أن الشيخ أحمد الشنيفي كان قد تعرض للاختطاف من سوق مصينعة الشعبي، على يد "ناصر ع ك"، وهو شخصية كانت تقود جبهة عسكرية مسلحة في تلك الفترة، بمجموعة من مسلحيه. ومنذ ذلك اليوم، لم يعد الشيخ، وبقي مصيره لغزًا محيرًا طوال عقود، فيما ظلت أسرته تبحث عن حقيقة اختفائه دون جدوى.
وتُعد فترة "التخريب" التي تشير إليها الروايات، واحدة من أشد الفترات توترًا في تاريخ اليمن الحديث، حيث شهدت صراعات مسلحة بين القوات الحكومية وفصائل معارضة، أسفرت عن العديد من حالات الاختفاء القسري والقتل خارج نطاق القانون التي لم تُحل حتى اليوم.
دعوات لتحقيق رسمي ووعود بالكشف:
في ظل هذه الشهادات، أكد أهالي عزلة الكلبين وأقارب الشيخ أن القضية لم تعد مجرد روايات شفهية، بل أصبحت تتمتع بدليل مادي يتطلب تدخلًا عاجلًا من السلطات الأمنية والقضائية.
وطالبوا بفتح تحقيق رسمي وشامل، يشمل تشكيل فريق فني لرفع الرفات وتحديد هويتها عبر فحوصات الحمض النووي (DNA)، ومقارنتها بعينات من أقارب الشيخ، للوصول إلى الحقيقة .
ومن جانبهم، أكد أقارب الشيخ الشنيفي أنهم سيقدمون تفاصيل إضافية حول ملابسات القضية في فيديو توضيحي سيتم نشره قريبًا، بعد استكمالهم جمع كافة المعلومات والشهادات المتعلقة بالحادثة، على أمل أن يساهم ذلك في إحياء القضية ودفع عجلة العدالة.
يظل هذا الاكتشاف نقطة تحول محتملة في قضية رقدت في أدراج النسيان لعقود، حيث يوقظ آمال عائلة الضحية وسكان المنطقة في الوصول إلى الحقيقة، ويضع السلطات المحلية أمام مسؤولياتها التاريخية في كشف جرائم الماضي وتقديم مرتكبيها للعدالة، وإن طال الزمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news