شوهد مشهد درامي ومثير للقلق صباح اليوم على شاطئ الحسوة بمحافظة عدن، حيث التهمت أمواج البحر المتلاطمة سيارة من نوع "تويوتا برادو" كانت متوقفة على الشاطئ.
الحادثة، التي لم تسفر عن إصابات بشرية، أثارت حالة من الذعر بين الحاضرين، ودفعت الصيادين المحليين إلى إطلاق تحذيرات عاجلة وحادة لكل من يقصد السواحل في ظل الظروف الجوية الحالية.
تفاصيل الحادثة وتأثيراتها:
وفقاً لشهادات عيان من الصيادين الذين كانوا على مقربة من المكان، فإن السيارة كانت متوقفة في منطقة منخفضة بالقرب من خط المياه خلال فترة الجزر.
ومع بدء المد المرتفع، وبسرعة فاجأة السائق، اقتحمت المياه منطقة وقوف السيارة، محولة الرمال الجافة إلى مستنقع طيني غائر أدى إلى غلق إطارات المركبة ومنعها من الحركة، لتنتهي الحادثة بغرق السيارة بالكامل تحت المياه.
تحذيرات الصيادين وتفسيرهم العلمي للخطر:
من جانبهم، سارع الصيادون إلى توضيح الأسباب الكامنة وراء مثل هذه الحوادث، مؤكدين أن سوء الأحوال الجوية الذي يضرب المنطقة منذ يومين، مع اشتداد الرياح البحرية، زاد من حدة اضطراب البحر ورفع منسوب المد بشكل غير اعتيادي.
وقال أحد الصيادين المخضرمين: "الكثير من الناس يقعون في فخ الجزر الجميل، يظنون أن الموقف آمن والمياه بعيدة، لكنهم لا يدركون أن عودة المد تكون سريعة وقوية، خاصة في هذه الأجواء العاصفة". وأضاف: "عندما تصل المياه إلى إطارات السيارة، تفقد الرمال الرطبة تماسكها فوراً، وتتحول إلى وحل يشد المركبة للأسفل، ويصبح الخروج شبه مستحيل بدون مساعدة ثقيلة".
دعوات لتشديد الرقابة وتوعية الجمهور:
شدد الصيادون على أن حادثة غرق سيارة البرادو ليست الأولى ولن تكون الأخيرة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية. وأكدوا أن الحادثة تمثل "مثالاً صارخاً على خطورة الاقتراب من البحر وعدم تقدير قوة الطبيعة".
وطالبوا السلطات المحلية والمواطنين على حد سواء باتخاذ الحيطة والحذر، مقدماً نصائحهم لرواد الساحل:
عدم إيقاف المركبات
على الإطلاق في المناطق المنخفضة أو بالقرب من خط المياه، حتى خلال فترة الجزر.
اختيار أماكن وقوف
آمنة وبعيدة عن متناول الأمواج، فوق رمال صلبة ومتماسكة ومرتفعة.
مراقبة حالة البحر
والتنبؤات الجوية قبل التوجه إلى الشاطئ، وتجنب النزول إليه في الأيام العاصفة.
عدم المغامرة
بالاقتراب من الماء أو السباحة في ظل اضطراب الأمواج وقوة التيارات البحرية.
ويأتي هذا التحذير من الصيادين، الذين يعتبرون حراس السواحل وأكثر الناس دراية بطبيعتها، كمنبه هام لضرورة زيادة الوعي العام بمخاطر المد والجزر. فسلامة الأرواح والممتلكات تبقى الأولوية، والالتزام بالحذر هو السبيل الأفضل للاستمتاع بجمال البحر دون الوقوع في براثن خطره.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news