في مشهدٍ يمزّق القلوب ويكشف هشاشة المنظومة الصحية النفسية في اليمن، خرجت أم من مدينة تعز إلى العلن بدموعٍ حارقة، تناشد المسؤولين والمجتمع على حدٍّ سواء البحث عن أبنائها الثلاثة، المرضى نفسيًا، بعد أن تم إخراجهم قسرًا من مستشفى الأمراض النفسية في ظروف غامضة ومقلقة.
وبحسب رواية الأم — التي طلبت عدم ذكر اسمها حفاظًا على كرامة أبنائها — فإن إدارة مستشفى الأمراض النفسية بتعز أبلغت ذوي المرضى بضرورة إخلاء المبنى فورًا، بذريعة بدء أعمال الترميم والصيانة، دون أن توفر بديلًا مؤقتًا أو خطة طوارئ لاستيعاب الحالات التي تتطلب إشرافًا طبيًا مستمرًا.
“قالوا لي: وقّعي على الاستلام… قلت لهم: كيف أستلمهم وهم لا يعرفون حتى طريق العودة إلى البيت؟!” — هكذا صرخت الأم في مقطع فيديو انتشر كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي، مُشيرةً إلى أن أبناءها
يفتقرون إلى القدرة على حماية أنفسهم
، ولا يستطيعون التمييز بين الخطر والسلامة.
وأكدت الأسرة أن أبناءها غادروا المستشفى تحت الضغط، ولم يُشاهدوا منذ ذلك الحين، ما يثير مخاوف جمة على مصيرهم في ظل انهيار البنى التحتية الصحية، وغياب آليات المتابعة والرعاية المجتمعية للمصابين باضطرابات نفسية.
ولم تُبدِ أي جهة حكومية أو مختصة — حتى لحظة إعداد هذا التقرير — أي تفاعلٍ رسمي مع الحادثة، رغم تزايد الاستنكار الشعبي ودعوات المنظمات الحقوقية إلى التدخل العاجل لحماية هذه الفئة الضعيفة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news