شهدت محافظتا حضرموت والمهرة (شرقي اليمن) خلال الـ24 ساعة الماضية، تحولات ميدانية مع انسحاب قوات الانتقالي الجنوبي من عدد من المواقع الحيوية والدوائر الحكومية والمعسكرات، وتسليمها لقوات درع الوطن، في خطوات تمت برعاية سعودية بهدف تعزيز الأمن والاستقرار وحماية المدنيين.
ففي محافظة المهرة (شرقي اليمن) أعلنت قوات درع الوطن خلال الساعات الماضية، تسلمها معسكر "نشطون" ضمن ترتيبات قالت إنها تهدف إلى تعزيز الأمن وحماية المدنيين وتطبيق القوانين العسكرية وضمان انسيابية الحياة المدنية في المحافظة، مشيرةً إلى أن العملية تمت وفق ضوابط وإجراءات رسمية.
وبالتزامن باشرت القوات الأمنية والعسكرية لقوات درع الوطن تنفيذ توجيهات القيادة بتأمين مطار الغيضة الدولي، وتولت مهام التأمين الكامل للمطار بما يشمل بوابات الدخول والخروج وساحات الوقوف ومباني الخدمات والطرق المؤدية إليه لضمان سير الحركة الجوية والمدنية بشكل طبيعي وآمن.
إلى ذلك تمكنت قوات درع الوطن من استلام وتأمين مبنى الاستخبارات العسكرية في عاصمة المحافظة الغيضة، إلى جانب تأمين السجن المركزي، وقوة البحث الجنائي، ومصلحة الجوازات.
وفي محافظة حضرموت، تسلمت قوات درع الوطن، اللواء 23 ميكا، والمواقع العسكرية التابعة له في مديرية العبر وضواحيها تنفيذًا للتوجيهات الرسمية الهادفة إلى تعزيز الأمن في المناطق الحيوية بالمحافظة.
يأتي ذلك في حين انتشرت قوات درع الوطن على امتداد خطّي العبر – الخشعة والعبر – الوديعة، وذلك ضمن خطة شاملة لتعزيز الاستقرار وضمان حركة آمنة للمواطنين والمسافرين على هذين المسارين الحيويين.
قيادة درع الوطن، قالت في بيان لها، إن الحركة في الخط الدولي من منفذ الوديعة إلى العبر تسير بشكل طبيعي ومنتظم، وأن حركة المسافرين وقوافل النقل التجاري تسير وفق المعتاد، مشيرةً إلى أن إجراءات التأمين تتم وفق ضوابط دقيقة، وسط استقرار أمني كامل وانتشار للقوات في كافة المواقع الممتدة على الخط الدولي.
وقوات درع الوطن هي قوات عسكرية مدعومة من المملكة العربية السعودية يعود قرار تشكيلها إلى 29 يناير 2023 صادر عن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي. نص القرار على أن تتولى هذه القوات تنفيذ مهام يحددها القائد الأعلى، تشمل الانتشار في مناطق يراها مناسبة لتعزيز الأمن ودعم مؤسسات الدولة.
وأكدت قيادة قوات درع الوطن أن هذه الخطوات تأتي انسجامًا مع الجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع في حضرموت وتعزيز حضور الدولة على الطرق الاستراتيجية وضمان بيئة آمنة ومستقرة تراعي مصالح المواطنين وتدعم متطلبات الأمن والتنمية.
وجددت التزامها بأداء مهامها وفق القوانين العسكرية وبالشراكة مع مؤسسات الدولة وبما يخدم المصلحة العامة ويحافظ على الأمن والاستقرار في المحافظة. وأشادت بدعم المملكة العربية السعودية ودورها في احتواء التوترات، مؤكدةً دعمها لكل الجهود الرامية لترسيخ التوافق والسلام والاستقرار.
وفي وقت سابق اليوم، طالب رئيس الوفد السعودي إلى محافظة حضرموت رئيس اللجنة الخاصة باليمن، اللواء الدكتور "محمد بن عبيد القحطاني"، جميع القوات التي قدمت من الخارج إلى حضرموت بالعودة إلى معسكراتها، وتسليم المواقع التي ستخرج منها إلى قوات درع الوطن.
وأكد "اللواء القحطاني"، خلال لقائه برفقة الوفد المرافق له، ومحافظ حضرموت "سالم الخنبشي"، بوجهاء وأعيان والقيادات السياسية والشخصيات القبلية بالمحافظة، على إيضاح الموقف الرافض للعمليات العسكرية في حضرموت، والتأكيد على تهدئة الوضع وفرض الأمن والاستقرار في المحافظة.
وشدد "القحطاني" على استمرار العمل مع المحافظ والسلطة المحلية وجميع الأطراف على الأرض لمنع أي احتكاكات أو اشتباكات، وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، وضمان عمل المؤسسات وتقديم الخدمات للمجتمع الحضرمي، والحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة.
وأشار رئيس الوفد خلال هذه الاجتماعات إلى أن عمل الوفد هو امتداد للجهد السياسي الذي تبذله قيادة المملكة لتهدئة الوضع في حضرموت وتجنيبها أي صدامات عسكرية لا تخدم مصلحة حضرموت وأبناء حضرموت كافة.
وتأتي هذه التطورات الأمنية بعد أيام من تحرّكات واسعة نفّذتها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في مدن ومواقع عسكرية بوادي حضرموت، ضمن عملية أُطلق عليها اسم “المستقبل الواعد”.
وتمكّنت تلك القوات خلال العملية من دخول مدينة سيئون والسيطرة على مطارها الدولي والقصر الجمهوري، إضافة إلى الاستحواذ على مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى ومواقع تابعة للجيش الوطني، بعد اشتباكات ومقاومة لا تكاد تُذكر.
وفي الوقت ذاته، واصلت قوات الانتقالي تمددها شرقًا نحو محافظة المهرة، حيث تسلّمت مواقع ومرافق أمنية واستراتيجية من بينها مطار الغيضة وميناء نشطون، إلى جانب عدد من المقار الحكومية والحزبية، وسط غياب أي مواجهات ميدانية.
هذا الانتشار قوبل برفض محلي في حضرموت، إذ دعا محافظ المحافظة سالم الخنبشي القوات القادمة من خارج حضرموت إلى مغادرتها فورًا، في إشارة واضحة لقوات المجلس الانتقالي التي فرضت وجودها في وادي وصحراء حضرموت منذ الأربعاء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news