يمن إيكو|تقرير:
شهدت تداولات النفط، اليوم الثلاثاء، حركة صعود محدودة امتداداً لمسار متذبذب حكم أسعار الخامين طوال نوفمبر المنصرم، وسط توقعات قصيرة الأجل باضطراد في نطاقات التداول خلال ديسمبر، مع استمرار ضبابية الإمدادات والطلب، وفقاً لما نشرته منصة الطاقة، ورصده موقع “يمن إيكو”.
ارتفع خام برنت تسليم فبراير 2026، اليوم الثلاثاء، إلى 63.23 دولار للبرميل، مقارنة بـ63.62 دولار سجّلها أمس الإثنين، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 59.42 دولار للبرميل، منخفضاً قليلاً عن مستوى 59.74 دولار المسجّل في جلسة الأمس.
وسجل الخامان القياسيان، خلال تعاملات اليوم، زيادات هامشية بلغت 0.06% لبرنت و0.17% لغرب تكساس، بعد ارتفاعات الأمس التي تجاوزت 2%، مدفوعة بقلق واسع من اضطرابات الإمدادات وتداعيات الهجمات على البنية النفطية الروسية.
وشهد الخامان خلال نوفمبر المنصرم، ارتفاعات حذرة ضمن تحولات مفاجأة في حركة أسواق النفط العالمية، في تأرجح تناوب بين الارتفاع يوماً تحت ضغط زيادة الطلب وانحسار العرض والمخاوف الجيوسياسية، والانخفاض يوماً آخر، تأثراً بزيادة العرض المدعوم بقرارات تحالف أوبك+ تجاه زيادة الإنتاش وانكماش الطلب بسبب عوامل فتور حركة الأسواق الأكثر طلباً للنفط في العالم كالصين، أو زيادة المخزون الأمريكي.
ويرى المحللون أن سبب هذا التأرجح يتمثل في تقلبات التوقعات بشأن السلام بين روسيا وأوكرانيا وإشارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث يتناوب التفاؤل بالحصول على إمدادات نفطية إضافية مع مخاوف من فائض العرض، ما يجعل الأسعار تتحرك كأنها على أرجوحة الأيام بين صعود وهبوط.
ويرى محللون أن تداولات اليوم جاءت امتداداً لارتدادات الأمس، إذ دعمت قرارات أوبك+ بوقف زيادات الإنتاج لمدة 3 أشهر، مسار الأسعار، إلى جانب استئناف شحنات اتحاد خط أنابيب بحر قزوين من إحدى نقاط الإرساء، بعد توقف مؤقت عقب هجوم بطائرة مسيّرة.
ويشير خبراء “ساكسو” إلى أن الأسواق توازن حالياً بين مخاطر التوتر الأمريكي–الفنزويلي والتداعيات غير المحسومة للهجمات على منشآت الطاقة الروسية، معتبرين أن هذا التداخل أسهم في حالة التناوب السعري اليومية بين المكاسب والهبوط.
وبحسب “كوميرسانت” الروسية، فإن عمليات الخليج الأسود لم تستعد طاقتها الكاملة بعد، وهو ما يبقي ضغوط العرض قائمة، في وقت تستبعد “ريتربوش آند أسوشيتس” حدوث اختراق سياسي قريب في ملف الحرب، ما يعزز اتجاهات الصعود على المدى القصير.
وفي سياق موازٍ، تسود الأسواق حالة ترقب لتحركات واشنطن تجاه كاراكاس، بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول “إغلاق المجال الجوي” فوق فنزويلا، وهو ما يراه محللون عاملاً إضافياً لرفع قيمة علاوة المخاطر.
كما تواصل أوبك+ لعب دور أساسي في ضبط الإمدادات، إذ أكدت دول الخفض الطوعي التزامها بتعليق الزيادات في الإنتاج مطلع 2026، في ظل الحاجة لموازنة السوق أمام البيانات المتباينة لمخزونات الوقود الأمريكية.
وختم محللون في “دي بي إس” بالإشارة إلى أن مزيج العوامل الجيوسياسية والقرارات الإنتاجية، إضافة إلى توقعات الطلب المستقرة نسبياً للعام 2025، كان وراء التذبذب اليومي الذي طبع تداولات نوفمبر، مرجحين استمرار هذا النمط خلال ديسمبر ما لم تظهر مفاجآت على صعيد الإمدادات أو التسويات السياسية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news