لا شك أن الأوضاع التي يشهدها وادي حضرموت لها أهمية بالغة في تخليص وادي حضرموت من الإرهاب الذي أصبحت جماعاته تتخذ من بعض مناطق وادي حضرموت اوكارا لها، سيما ” وادي سر” الذي تشرف عليه وتموله مليشيات المنطقة العسكرية الاولى، والذي يعد المركز الرئيس للجماعات الارهابية، وجناعات من المليشيات الحوثية.وفق تصريحات رسمية.
ويشهد وادي حضرموت تطورات أمنية متسارعة بعد بدء حملة عسكرية واسعة تقودها قوات النخبة الحضرمية بدعم وحدات من القوات المسلحة الجنوبية، في إطار خطة تهدف إلى مكافحة الإرهاب وتفكيك بؤره الخطرة التي اتخذت من مناطق الوادي مركزا لعمليات تهدد الأمن والاستقرار في حضرموت والجنوب العربي والمنطقة بشكل عام.
مصادر عسكرية أكدت أن القوات المشاركة في العملية باشرت تنفيذ انتشار واسع في عدد من المواقع الحيوية، مع تركيز خاص على اوكار مليشيات المنطقة العسكرية الاولى التي اصبحت توفر غطاء لنشاطات إرهابية فيه على مدى السنوات الماضية.
اقرأ المزيد...
مكتب الأشغال في التواهي ينفّذ حملة واسعة لتصفية مجاري تصريف مياه الأمطار
2 ديسمبر، 2025 ( 5:17 مساءً )
الحمى الشوكية… خطر يهدد حياة أطفال اليمن
2 ديسمبر، 2025 ( 5:02 مساءً )
وتأتي هذه الحملة وفق ترتيبات أمنية تتوافق مع توجيهات السلطات المحلية والامنية والعسكرية الرسمية بالمحافظة وتوجه الحكومة في مكافحة الإرهاب، وإعادة ضبط الوضع الأمني بما يحقق حماية السكان وتأمين مؤسسات الدولة والمشاريع الاقتصادية الحيوية.
*تاكيدات رسمية بوجود الإرهاب في المنطقة الاولى:*
اكد اللواء فرج سالمين البحسني، عضو مجلس القيادة الرئاسي، أكد أن وجود الجماعات الارهابية في وادي حضرموت “بات يشكل خطرا حقيقيا على أمن واستقرار حضرموت والمنطقة”، مشيرا إلى أن وصول القوات إلى حضرموت جاء لدعم جهود النخبة الحضرمية في مواجهة الإرهاب والتصدي لتغلغل العناصر الحوثية داخل بعض مناطق الوادي.
وأدان البحسني الانتهاكات التي طالت المدنيين في سيئون من قبل عناصر تابعة للمنطقة العسكرية الأولى، معتبرًا أن وجود هذه القوات أصبح جزءا من المشكلة الأمنية في الوادي، ما يجعل مواجهتها وطردها ضرورة حتمية لحماية الأمن والاستقرار.
وجائت تصريحات البحسني عقب قرار من محافظ محافظة حضرموت وقيادة المنطقة العسكرية الثانية، لطرد الجماعات المسلحة التابعة للمتمرد عمر بن حبريش التي اقتحمت شركات نفطية وهددت بحرق آبار النفط.
*أهمية إستراتيجية تتجاوز حدود حضرموت:*
يرى خبراء أمنيون أن العمليات الجارية تحمل أهمية إستراتيجية كبرى بالنظر إلى الآثار المتوقعة على أمن ومصالح المنطقة، والمتمثلة بقطع خطوط دعم وتمويل الإرهاب والتهريب باتجاه شبوة والمهرة ومناطق مارب والمناطق الشمالية التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي، اضافة الى حماية الملاحة الدولية عبر البحر العربي وخليج عدن من تهديد التنظيمات الارهايية، وتعزيز قدرات القوات المحلية وإرساء نموذج أمني يعتمد على أبناء حضرموت.
كما ان هناك اهمية للعمليات في تهيئة بيئة آمنة للاستثمار والتنمية في واحدة من أهم المحافظات اقتصاديًا، حيث يُعد نجاح الحملة فرصة لإعادة بناء الثقة بين السكان والمؤسسات الأمنية بعد سنوات من الاضطراب الأمني.
*معركة محسومة الاتجاه؟:*
يؤكد مراقبون أن العملية العسكرية اعتمد بشكل كبير على ترتيب خطة سياسية وإدارية مرافقة لمرحلة ما بعد تحرير وتطهير وادي حضرموت، بما يمنع حدوث فراغ أمني أو فتح المجال لقوى متطرفة جديدة.
وبحسب محللين، فإن المؤشرات الميدانية والشعبية تصب في اتجاه دعم جهود التحرير وإنهاء النفوذ العسكري لمليشيات المنطقة الاولى، غير المنسجم مع متطلبات الأمن المحلي، خصوصًا مع اتساع التأييد الشعبي للمطالبة بتسليم الأمن في مناطق وادي حضرموت لأبناء حضرموت ممثلين بالنخبة الحضرمية والقوات الأمنية المحلية، ورفض أي وجود عسكري لمليشيات المنطقة العسكرية الاولى والذي يعتبر وجود داهم للإرهاب ومليشيات الحوثي.
ومع أن العمليات لا تزال في بداياتها، إلا أن التوقعات تشير إلى أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل وادي حضرموت، حيث ستشهد تحولًا جذريًا نحو مرحلة جديدة عنوانها الأمن والاستقرار وتعزيز سلطة القوى المحلية الحضرمية .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news