أعرب مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية عن قلق بالغ إزاء السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا، معتبرين أن تصرفات إسرائيل تقوّض استقرار الحكومة السورية الجديدة وتضعف الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق أمني جديد بين البلدين، وفق القناة العبرية "12".
وأوضحت القناة أن دعم الحكومة السورية الجديدة وفتح عملية سلام بين سوريا وإسرائيل يمثلان ركنين أساسيين في سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن البيت الأبيض يخشى أن تؤدي العمليات الإسرائيلية الميدانية إلى ضياع الفرصة الدبلوماسية الحالية.
وأكد المسؤولون أن ترامب دعم سوريا مرارا، حتى عندما تعارضت سياسته مع رغبات حكومة نتنياهو، بما في ذلك فيما يتعلق بالعمليات العسكرية الإسرائيلية.
وقد أثار لقاء ترامب بالرئيس السوري بشار الأسد في مايو/أيار الماضي بالسعودية، ورفع العقوبات الأمريكية لاحقاً، دهشة السلطات الإسرائيلية، وفق القناة.
كما أثار لقاؤهما التاريخي في المكتب البيضاوي قبل أسابيع جدلا بشأن العلاقة الأمريكية السورية.
الأحداث الأخيرة
يوم الجمعة، نفّذت قوة من الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات في قرية بيت جن، على بعد 10 كلم داخل الأراضي السورية، بزعم أن المشتبه بهم ينتمون لتنظيم "الجماعة الإسلامية" التابع لحركة حماس وميليشيا حزب الله.
خلال العملية، أُصيب ستة جنود إسرائيليين إثر إطلاق نار من مسلحين مجهولين، وشنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات أسفرت عن مقتل 13 سورياً، بينهم العديد من المدنيين.
أثارت هذه الحادثة غضب الحكومة السورية، كما فاقمت التوترات الدبلوماسية في المنطقة.
ونقلت القناة العبرية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنهم فوجئوا بالعملية الإسرائيلية، وأكدوا أن إسرائيل لم تبلغ إدارة ترامب مسبقا.
وأوضح مسؤولون إسرائيليون أنهم أبلغوا السوريين عبر قنوات استخباراتية، مؤكّدين أن المشتبه بهم كانوا يخططون لشن هجمات ضد إسرائيل.
ومنذ الحادثة، أجرى المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك ومسؤولون آخرون محادثات مع نظرائهم الإسرائيليين والسوريين في محاولة لتهدئة الوضع ومنع المزيد من التصعيد.
ويؤكد مسؤولون أمريكيون أن حادثة الجمعة قوضت التقدم المحرز في المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل، والذي تأمل الولايات المتحدة أن يكون خطوة أولى نحو انضمام سوريا إلى اتفاقيات السلام.
وأشار المسؤولون إلى أن استمرار العمليات الإسرائيلية بهذه الطريقة قد يحوّل الحكومة السورية الجديدة إلى خصم لإسرائيل، ويُضيّع فرصة دبلوماسية هائلة لرئيس الوزراء نتنياهو.
كما أعربوا عن قلقهم من غياب الوضوح حول المسؤول عن الملف السوري في إسرائيل بعد استقالة رون ديرمر من الحكومة، وهو الأمر الذي أدى إلى إغفال عدد من التفاصيل المهمة في التنسيق مع الجانب السوري.
وجاء تقرير القناة بعد أن حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل من زعزعة استقرار سوريا وقيادتها الجديدة، بعد أيام من عملية دموية نفّذتها القوات الإسرائيلية في جنوب البلاد.
وقال ترامب على منصته "تروث سوشال" "من المهم جدا بأن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا، وبأن لا يحدث أي أمر يتدخل في تطّور سوريا إلى دولة مزدهرة".
وأعرب ترامب عن "رضاه البالغ" حيال أداء الرئيس السوري أحمد الشرع الذي قام بزيارة تاريخية إلى البيت الأبيض في نوفمبر (تشرين الثاني).
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news