تستعد الصين لإحداث قفزة نوعية في مجال تكنولوجيا الفضاء، مع إطلاق ثلاثة صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام من المتوقع أن تنافس صاروخ فالكون 9 التابع لشركة سبيس إكس.
هذه الخطوة تمثل مرحلة جديدة في سباق الفضاء العالمي، حيث تسعى الصين لتأكيد حضورها كمنافس رئيسي في استكشاف الفضاء والتقنيات المرتبطة بالأقمار الصناعية.
الصين تدخل السباق الصاروخي
تم اختيار ثلاثة صواريخ لإطلاق أول صاروخ قابل لإعادة الاستخدام وهي لونغ مارش 12A، تشوك-3، وتيانلونغ-3.
وتعد هذه الصواريخ من أبرز المشاريع الصينية الطموحة، إذ تهدف إلى خفض تكلفة الإطلاق بشكل كبير، وتمهيد الطريق لتوسيع شبكات الأقمار الصناعية، بما في ذلك خطط ضخمة لإنشاء أقمار إنترنت عالمية.
ووفقًا لتقرير حديث من صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، فإن النجاح في تنفيذ أول هبوط لصاروخ صيني قابل لإعادة الاستخدام سيكون علامة فارقة ليس فقط على المستوى التكنولوجي، بل أيضا على مستوى الهيمنة الاستراتيجية للصين في صناعة الفضاء.
تشوك-3: المنافس الأقوى لفالكون 9
بين الصواريخ الثلاثة، حظي تشوك-3 بأكبر قدر من الاهتمام بسبب تصميمه المتقدم وإمكانياته العالية.
وقد علق إيلون ماسك الشهر الماضي على الصاروخ، موضحا أنه يمثل منافسا واعدا لفالكون 9، بل يمكن أن يتفوق عليه في عدة جوانب تقنية خلال السنوات المقبلة.
وأشار ماسك إلى أن تشوك-3 يضم عناصر تصميمية مستوحاة من مشروع ستارشيب الخاص بسبيس إكس، بما في ذلك محركات الفولاذ المقاوم للصدأ وميثالوكس، ما يمنحه قدرة على تحسين الأداء وزيادة كفاءة إعادة الاستخدام. لكنه أكد أن ستارشيب لا يزال في فئة خاصة بها، مع إمكانات هائلة تتجاوز ما يمكن لأي منافس حالي تحقيقه.
التحديات والفرص
رغم التفاؤل، تواجه الصين تحديات تقنية كبيرة قبل تحقيق أول هبوط ناجح. وقد تعرضت بعض الاختبارات السابقة للتأجيل بسبب التعقيدات الهندسية والتقنية المرتبطة بصواريخ الإطلاق القابلة لإعادة الاستخدام. ومع ذلك، يرى الخبراء أن نجاح أول إطلاق وعودة للصاروخ سيغير قواعد اللعبة، ليس فقط بالنسبة للصين، بل لصناعة الفضاء العالمية بأكملها.
إدخال الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام في الصين يفتح الباب لمنافسة أكثر شدة مع سبيس إكس، ما قد يؤدي إلى تسريع الابتكار في تصميم الصواريخ ومهام استكشاف الفضاء. وإلى جانب خفض تكلفة الرحلات، ستمكّن هذه التقنية الصين من توسيع شبكات الأقمار الصناعية، بما يشمل تقديم خدمات الإنترنت عالميا، وربما تمهيد الطريق لمهام مستقبلية، مثل رحلات الفضاء المأهولة واستكشاف القمر والكواكب الأخرى.
.
//
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news