افتتحت في مدينة تعز، صباح اليوم، الورشة التدريبية المتخصصة حول التحقق من المعلومات ومكافحة التضليل، التي ينفذها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي بدعم من بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، بمشاركة قرابة أكثر من مائة من الصحفيين والصحفيات ومدققي المعلومات ومنصات التحقق ووسائل الإعلام المستقلة، و مشاركين عبر تقنية الاتصال المرئي.
وتأتي الورشة ضمن مسار مهني يسعى إلى تعزيز العمل الجماعي في مواجهة موجات التضليل المتصاعدة، ووضع أسس شراكات عملية داخل المؤسسات الإعلامية ومنصات التحقق.
وقال مصطفى نصر، رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، في كلمة الافتتاح، إن انعقاد الورشة "يأتي في لحظة فارقة يتشابك فيها الواقع اليمني بالحرب والسياسة والفوضى المعلوماتية، وتتراجع فيها قدرة الجمهور على التمييز بين الحقيقة والزيف". وأكد أن المعلومات المضللة أصبحت "أحد أخطر التهديدات للسلم الاجتماعي والهوية الوطنية وللفئات الأكثر ضعفاً، خصوصاً النساء والأطفال."
وأشار إلى أن المركز كان، خلال السنوات الماضية، من أوائل الجهات التي تبنّت جهوداً واضحة في محاربة التضليل وبناء قدرات الصحفيين، مشدداً على أن الورشة "ليست جلسة نظرية، بل مختبر عملي لصياغة أدوات واستراتيجيات تعاون بين الصحفيين ووسائل الإعلام ومنصات التحقق، وبناء آليات مؤسسية تخدم مصداقية المحتوى". ودعا إلى الانتقال من توصيف المشكلة إلى "وضع خارطة طريق وطنية للحد من الفوضى الإعلامية وتعزيز إعلام مهني وموثوق يخدم الجمهور."
من جانبه، عبر محمد إسماعيل، المدير التنفيذي للمركز، عن تقديره للحضور الواسع من عدة محافظات رغم الظروف الصعبة. وقال إن الورشة تهدف "إلى تعزيز الشراكات المهنية، وبناء آليات تعاون مؤسسية في مواجهة التضليل"، لافتاً إلى أن العمل الفردي لم يعد كافياً في ظل تعقّد المشهد الإعلامي. وأضاف: "نحن نسعى إلى بناء استراتيجية شاملة يشارك في رسمها كل أطراف المصلحة من صحفيين ومؤسسات إعلامية ومنظمات مجتمع مدني."
أما آية عليان، من القسم السياسي في بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، فأكدت في كلمتها أن الاتحاد الأوروبي يعتبر حرية الإعلام والوصول إلى المعلومات الدقيقة "ركيزة أساسية للسلام وحقوق الإنسان والحكم الرشيد". وأشادت بالحضور البارز للصحفيات في الورشة، معتبرة ذلك انعكاساً للدور الريادي الذي تلعبه النساء في قيادة مبادرات إعلامية وجهود التحقق. وقالت عليان: "سيواصل الاتحاد الأوروبي دعم المدافعين عن الحقيقة والدقة وأخلاقيات المهنة، وبرامج التدريب والمبادرات التي تعزز إعلاماً مستقلاً وجديراً بالثقة."
وخلال جلسة اليوم الأول، قدم ممثلو منصات التحقق اليمنية، حقيقة، يوب يوب، تدقيق، ومنصة فار مداخلات حول المنهجيات المعتمدة في التحقق من المعلومات والآليات التي تطبقها كل منصة في كشف التضليل، مؤكدين على أهمية تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين المؤسسات والمنصات لتطوير بيئة مهنية تحافظ على ثقة الجمهور.
وفي مداخلاتهم، عبّر مشاركون عن أهمية الورشة وتنوع الحضور. وقال الصحفي وهب العواضي إن هذه الورشة "تمثل أساساً لشراكات ذات أثر بين منصات التحقق والمؤسسات الإعلامية"، بينما اعتبرت الصحفية والمصورة فاطمة بافطيم أن المشاركة في الورشة "فرصة لتعزيز قيم التحقق كمسؤولية اجتماعية وأخلاقية قبل أن تكون ضرورة مهنية"، مؤكدة أن مضامين الورشة ستنعكس على عملها وعلى مسارها الصحفي.
وتتضمن الورشة، التي تعقد على مدى يومين حضورياً في تعز وبالتوازي عبر الاتصال المرئي، جلسات نقاشية وتحليلية حول المشهد الإعلامي اليمني، وتحديات المعلومات المضللة، وآليات بناء تعاون مهني بين المؤسسات الإعلامية ومنصات التحقق، وصولاً إلى وضع ملامح خارطة طريق وطنية لتعزيز التحقق ومواجهة التضليل.
وتختتم الورشة ببلورة توصيات عملية تعكس رؤى المشاركين وخبراتهم، أملاً في تأسيس مسار مهني طويل يعيد للإعلام اليمني مكانته وثقة جمهوره، ويخلق بيئة مهنية أوسع في مواجهة التضليل.
اخبار التغيير برس
إنشر على واتس أب
إنشر على الفيسبوك
إنشر على X
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news