جربة قات تُشعل الفوضى في رداع.. قَتيل وأربعة جرحى في اشتباك مسلح

في تطور خطير يكشف عن تصاعد حدة التوتر الاجتماعي وتدهور الوضع الأمني، شهدت منطقة "قرن الأسد" التابعة لمديرية رداع بمحافظة البيضاء، مساء أمس، حادثة دموية مأساوية على خلفية خلاف بسيط سرعان ما تفاقم إلى اشتباك مسلح، مما أودى بحياة شخص وأسفر عن إصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

وبحسب مصادر محلية ومعلومات تم جمعها من شهود عيان، فإن الشرارة الأولى للحادثة انطلقت عندما حاول شخصان مسلحان سرقة "جربة قات" من أحد المواطنين الذي كان في طريقه إلى السوق.

لم يتقبل صاحب الجربة الأمر، وقاوم محاولة السرقة بدعم من بعض رفاقه، مما أدى إلى نشوب جدال حاد سرعان ما تحول إلى مواجهة مسلحة وتبادل كثيف لإطلاق النار بين الطرفين في شوارع المنطقة المأهولة بالسكان.

أسفرت المواجهة الدامية عن مقتل أحد السارقين على الفور، فيما أصيب الآخر بطلق ناري خطير ونقل إلى مكان مجهول.

من جهتهم، تمكن السارقان قبل فرارهما من إصابة اثنين من أصحاب الجربة، أحدهما أصيب بجروح خطيرة ووصفت حالته بالحرجة، بينما تعافى الآخر من إصابات متوسطة. وقد تم نقل المصابين على وجه السرعة إلى مستشفى رداع العام لتلقي العلاج اللازم.

أثارت الحادثة حالة من الذهول والترقب بين سكان منطقة قرن الأسد، الذين فوجئوا بحدة العنف الذي شهدته منطقتهم التي كانت تتميز بهدوئها النسبي.

وقد أشعلت الحادثة فتيل التوتر في المنطقة والمناطق المجاورة، وسادت أجواء من القلق والتخوف من أي تصاعد محتمل للأوضاع أو وقوع أعمال انتقامية.

على إثر ذلك، تصاعدت الأصوات المطالبة بالتدخل الأمني العاجل لوضع حد للفوضى. وطالب أهالي المنطقة وناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي السلطات المحلية والأجهزة الأمنية في محافظة البيضاء بسرعة إطلاق تحقيق شفاف في ملابسات الحادثة، وضبط الجناة ومحاسبة جميع المتورطين في هذه الجريمة، سواء من ناحية السارقين أو من استخدم السلاح بشكل مفرط، دون هوادة أو تسويف.

ويأتي هذا الحادث ليضيف إلى سلسلة من الأحداث الأمنية التي تشهدها محافظة البيضاء، مؤشرًا على تدهور الوضع الأمني والاجتماعي، والضغوط الاقتصادية الخانقة التي قد تدفع البعض إلى ارتكاب مثل هذه الأفعال اليائسة.

وما زالت الأوضاع في المنطقة مشدودة حتى لحظة إعداد هذا التقرير، فيما تنتشر دوريات أمنية لتعزيز الاستقرار وملاحقة المتهم الهارب الذي لا يزال طليقًا.