الجنوب.. يسير بسلميته بثبات ويُبقي خياراته مفتوحة

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 82 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الجنوب.. يسير بسلميته بثبات ويُبقي خياراته مفتوحة

يمضي الجنوب في مسار استعادة دولته بخطوات محسوبة، هادئة، وواثقة، بعيدًا عن ضجيج الفوضى وصخب التصعيد غير المحسوب. فرغم ما يعيشه من تحديات متراكمة، وما يواجهه من ضغوط سياسية واقتصادية وأمنية، يصرّ الجنوبيون على أن تكون قضيتهم في مسارها الطبيعي: مسارٍ سلمي، مشروع، مستند إلى شرعية المطالب ووضوح الهدف، وإلى شعب يعرف تمامًا ماذا يريد وإلى أين يتجه.

لا يسعى الجنوب إلى حرب، ولا يلوّح بها كخيار أول، ولا يبني مشروعه الوطني على العنف أو الانفعال. فالتجربة الطويلة المريرة، من سنوات الصراع وما حملته من جراح، جعلت الوعي الجمعي الجنوبي أكثر نضجًا وصلابة. لذلك يقدّم الجنوب للعالم نموذجًا نادرًا: شعب يطالب باستعادة دولته بالوسائل القانونية، ويحشد أدواته السياسية والدبلوماسية، ويعتمد الحوار والعمل المؤسساتي، دون أن يتخلى – في الوقت نفسه – عن حقه الطبيعي في الدفاع عن نفسه وفي امتلاك خيارات متعددة إذا فُرضت عليه الظروف.

وما بين التمسّك بخيار السلم وامتلاك القدرة على الحسم، تتشكل معادلة الجنوب الحالية. فالجنوبيون يدركون أن استعادة الدولة ليست مجرد شعار، بل مشروع يتطلب بناء مؤسسات، وترتيب بيت داخلي، وتثبيت الأمن، ومخاطبة المجتمع الدولي بلغة يفهمها ويحترمها. ولذلك جاءت خطواتهم منضبطة، مدروسة، تتقدم بثبات دون قفزات غير محسوبة.

ومع كل محاولات استفزاز الجنوب أو استنزافه أو الضغط على إرادته السياسية، يظل الرد ثابتًا: السلم خيار استراتيجي، لكن الخيارات الأخرى مفتوحة إذا جرى المساس بحق الشعب في تقرير مصيره أو تهديد مكتسباته. فالقوى التي راهنت على دفع الجنوب إلى مربعات الفوضى تجد نفسها اليوم في مواجهة وعي شعبي أبطل كل تلك الرهانات، ووحّد الصفوف حول هدف واحد لا يقبل التراجع أو المساومة.

ليس الجنوب في موقع الضعف ليُفرض عليه ما لا يريد، ولا في موقع المغامر الذي يخسر باندفاعه. إنه يقف في المنتصف: قوي بوعيه، مرن بوسائله، صلب بمطالبه، وواثق بقدرته على حماية أرضه ومصيره. وفي الوقت الذي تنشغل فيه أطراف كثيرة بإشعال المعارك أو صناعة الأزمات، يتقدم الجنوب بمشروع دولة، ومشروع استقرار، ومشروع مستقبل مختلف عن كل ما عرفته المنطقة في سنواتها الأخيرة.

إن السير في الطريق السلمي ليس علامة ضعف، بل دليل نضج. أما إبقاء الخيارات مفتوحة، فهو رسالة سياسية واضحة: الجنوب لا يهدد، لكنه لا يُهدَّد. لا يعتدي، لكنه لا يسمح بالاعتداء. ولا يبحث عن معركة، ولكنه جاهز لكل الاحتمالات إذا تطلّب الأمر حماية الحرية والكرامة والسيادة.

وهكذا، يواصل الجنوب رحلته بثبات. طريقٌ سلمي، قانوني، يحترم العالم، ويحترمه العالم. وخياراتٌ مفتوحة تؤكد أن مشروع الدولة الجنوبية ليس طارئًا ولا هشًا، بل إرادة شعب لا تعود إلى الوراء مهما تغيرت الظروف.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

والد الشاب عامر باحاج يروي تفاصيل مروعة عن اعد. ام نجله امامه بشبوة

كريتر سكاي | 1144 قراءة 

بعد غياب طويل.. علي سالم البيض يعود إلى عدن وسط جدل حول الوحدة اليمنية

المرصد برس | 884 قراءة 

اول شخصية حكومية كبيرة تلتقي الزبيدي في قصر معاشيق وتبارك له وتهنيه بانقلابه على الدولة (الاسم والصورة)

المشهد الدولي | 842 قراءة 

مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية يصدر بيان هام بخصوص الزبيدي وهذا ماجاء فيه

المشهد الدولي | 839 قراءة 

اليمن.. قيادات بارزة في ألوية درع الوطن تؤكد استعدادها للانضمام الكامل للقوات الجنوبية

عدن حرة | 652 قراءة 

عاجل:تقديم هذا الامر لباحاج عقب الجريمة المروعة في شبوة

كريتر سكاي | 600 قراءة 

شيخ قبلي يوجه دعوة للحشد ضد قبيلة آل لسود و يلعن قبائل شبوة اذا صمتت على حادثة اعدام باحاج .. فيديو

يمن فويس | 507 قراءة 

أحمد علي عبدالله صالح يكسر الصمت ويطلق نداء هام لكل القوى السياسية في اليمن

نيوز لاين | 431 قراءة 

اشتباكات مسلحة بين قبيلتي "آل لسود" و"آل باحاج" في شبوة إثر إعدام ميداني

بوابتي | 412 قراءة 

خارطة طريق وطنية من الجنوب.. تحرير الشمال وتعزيز الشرعية الواقعية

نيوز يمن | 368 قراءة