أقدمت جهات مسلحة تابعة لميليشيا الحوثي على إغلاق محل لبيع القات مملوك لإحدى النساء في صنعاء، والذي كان يحمل لوحة مكتوب عليها "قات للسيدات"، بحجة أنه يهدد "الأمن القومي والتقاليد الاجتماعية".
استنكر الناشط عبد الرحمن النويرة القرار، معتبراً أن الجماعة تتعامل مع المشروع النسائي باعتباره تهديداً للسلم الاجتماعي والأمن القومي، في حين لا يُثير الأمر نفسه بالنسبة للنساء اللاتي يتسولن على أرصفة الشوارع.
وقال النويرة في منشور على فيسبوك: "صور النساء تشحت على أرصفة الشوراع لا تتنافى مع هويتنا، لكن امرأة تفتح لها مشروع بيع للنساء فقط، ركزوا للنساء فقط، تهديد للسلم الاجتماعي وتهديد للأمن القومي الوطني وتهديد وخطر على الأمة"، مضيفاً بسخرية: "المرأة مكانها البيت والا تشحت في الشوراع بس... غير كذا يعتبر خطر".
وأشارت مصادر محلية إلى أن الجهات التابعة لسلطة صنعاء، بما فيها البلدية، أغلقت المحل وأزالت اللوحة الخاصة به، بزعم أن نشاطه يتعارض مع الأعراف والتقاليد اليمنية. وأوضح النويرة أن المحل مخصص حصرياً لبيع القات للبنات والنساء، وهو ما أثار حفيظة الجماعة التي تبدو غير مهتمة بمظاهر التسول النسائي المنتشرة في الشوارع.
وأثار القرار موجة واسعة من السخرية والانتقاد بين الناشطين اليمنيين على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين أن هذه الخطوة تعكس ازدواجية في المعايير الاجتماعية، وسيطرة جماعة الحوثي على كل جوانب النشاط المدني والاقتصادي للنساء في صنعاء.
يمثل إغلاق محل "قات للسيدات" نموذجاً جديداً على التضييق الذي تمارسه جماعة الحوثي على المبادرات النسائية، ويبرز كيف يُنظر إلى مشاريع النساء الخاصة بنظرة أمنية وسياسية، في حين يُتغاضى عن ممارسات مماثلة لا تُحسب ضمن "التهديدات" الرسمية، ما يزيد من حدة الاحتقان في أوساط المجتمع المدني وصاحبات المشاريع الصغيرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news