اخبار وتقارير
تحليل: الحوثيون يعززون نفوذهم عبر خطوط تهريب الأسلحة من إفريقيا
السبت - 22 نوفمبر 2025 - 11:47 ص بتوقيت عدن
-
عدن، نافذة اليمن:
كشف تحليل صادر عن معهد الدراسات السياسية الدولية الإيطالي (ISPI) أن الحوثيين يعتمدون بشكل متزايد على خطوط تهريب بحرية متطورة من القرن الأفريقي، بما في ذلك الصومال وجيبوتي، لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الموانئ اليمنية الواقعة تحت سيطرتهم. ويشير التقرير إلى أن هذه الشبكات تمكّن الحوثيين من تنويع مصادر الإمداد، والحد من اعتمادهم المباشر على إيران، ما يمنح الجماعة درجة كبيرة من الاستقلالية العسكرية والسياسية.
يبيّن التقرير أن الطرق البحرية من القرن الأفريقي باتت اليوم الأكثر استخدامًا من قبل الحوثيين لنقل الأسلحة، وتشمل الممرات المائية العابرة من الصومال إلى الساحل اليمني، وصولًا إلى موانئ الحديدة والصليف، إضافة إلى مسارات أخرى تمتد من جيبوتي تحت غطاء تجاري. هذه الشبكات لا تقتصر على الأسلحة التقليدية، بل تشمل معدات إلكترونية حساسة وقطع غيار للطائرات المسيرة، ما يعكس مستوى متقدمًا من التخطيط اللوجستي والقدرة على الالتفاف على العقوبات الدولية.
يشير التحليل إلى أن الحوثيين لا يستخدمون هذه الشبكات فحسب لتأمين الإمدادات العسكرية، بل لتوسيع تحالفاتهم الإقليمية، عبر التعاون مع حركة الشباب وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ويشمل هذا التعاون تهريب الأسلحة، التدريب التكتيكي، وتبادل الدعم اللوجستي، ما يعزز قدرة الجماعات المسلحة على توسيع عملياتها البحرية ويزيد المخاطر الأمنية في البحر الأحمر وخليج عدن.
توفر شبكات التهريب الحوثية مصدر تمويل هام للجماعة، إذ تُستخدم الإيرادات لدعم العمليات العسكرية وتمويل مشاريعها الاقتصادية في مناطق سيطرتها. ويشير التحليل إلى أن تنويع سلاسل الإمداد البحرية يمنح الحوثيين المرونة لتجاوز العقوبات، وتأمين وصول المعدات العسكرية والتقنيات الحديثة دون الاعتماد الكامل على إيران، ما يعزز استقلاليتهم الاستراتيجية ويقوّي موقعهم داخل اليمن وخارجه.
رغم تحسن قدرات خفر السواحل اليمني المدعوم من الإمارات والسعودية، يبقى التحكم الكامل في طرق التهريب تحديًا مستمرًا. فقد نجح خفر السواحل خلال 2025 في اعتراض العديد من الشحنات، بما فيها الأسلحة والصواريخ المتطورة ومعدات الطائرات المسيرة، ما يعكس تحسن مستوى الرقابة البحرية والقدرة التشغيلية، لكنه لا يكفي لوقف حركة التهريب المتعددة والمعقدة.
يوضح التحليل أن استمرار الحوثيين في استخدام خطوط التهريب البحرية من إفريقيا يشكل تهديدًا أمنيًا إقليميًا، إذ يمكن نقل المعرفة والتقنيات العسكرية إلى جماعات مسلحة أخرى، ما يوسع دائرة المخاطر على البحر الأحمر والمناطق المحيطة. كما أن هذه الشبكات تعكس قدرة الحوثيين على الحفاظ على مواردهم المالية والعسكرية في ظل استمرار النزاع وتحديات فرض القانون والسيطرة البحرية.
يشير تحليل ISPI إلى أن استغلال الحوثيين لطرق التهريب القادمة من إفريقيا يمثل محورًا أساسيًا في استراتيجيتهم العسكرية والاقتصادية. ويعد تعزيز قدرات خفر السواحل اليمني والدعم الدولي والإقليمي خطوة ضرورية لوقف تدفق الأسلحة، وحماية الأمن البحري، واستعادة بعض سيطرة الدولة على الموارد والموانئ الحيوية، ما يعكس أهمية ملف التهريب كمفتاح للتوازن الأمني والاستراتيجي في اليمن والمنطقة.
الاكثر زيارة
اخبار وتقارير
سلطة صنعاء توجه رسائل تحذير جديدة للنظام السعودي لهذا السبب !.
اخبار وتقارير
الكشف عن انفجارات غامضة هزت مناطق شمال-شرق صنعاء.
اخبار وتقارير
فضيحة تشبيك عبارات سيول تعز.. اتهامات لمنظمات دولية ومسؤولين بإهدار ملايين .
اخبار وتقارير
ملف بسطات الغلابا في مظفر تعز.. بين قرارات المصادرة ووعود الكدهي الوهمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news