شهدت منطقة جبهة البقع الواقعة على أطراف محافظة تعز، مساء أمس الثلاثاء، مشهداً مأساوياً بعد انقلاب مركبة عسكرية كانت تقل جنوداً يمنيين، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في حادث يأتي ليضيف إلى سلسلة الحوادث المأساوية التي تحدث خارج نطاق المعارك المباشرة.
وبحسب مصادر محلية وإعلامية مطلعة، فإن الحادث وقع عندما كانت المركبة العسكرية في طريقها إلى محافظة تعز، وكانت تقل عدداً من الجنود الذين كانوا قد أنهوا للتو إجراءات تسلم رواتبهم الشهرية، وكانوا على أهبة الاستعداد للعودة إلى ديارهم وقضاء إجازاتهم مع أهاليهم.
لكن فرحة العودة تحولت إلى حزن أسود عندما انقلبت بهم المركبة على أحد الطرق الوعرة والخطرة التي تربط بين مواقع الجبهة والمناطق الخلفية.
تفاصيل الحادث والضحايا
أفادت المصادر ذاتها بأن الحادث أدى إلى وفاة ثلاثة من الجنود على الفور، لقوا مصرعهم في المكان متأثرين بجراحهم البالغة، فيما تم نقل عشرة مصابين آخرين إلى أقرب مستشفى ميداني بتوجيهات عاجلة من القيادة العسكرية الميدانية.
ووصفت مصادر طبية في المستشفى الميداني حالة المصابين العشرة بأنها "خطرة للغاية"، حيث يعانون من إصابات متنوعة تشمل نزيفاً داخلياً، وكسوراً متعددة في الجمجمة والعمود الفقري والأطراف، إضافة إلى جروح عميقة ورضوض شاملة.
وأكدت المصادر أن الطواقم الطبية تبذل قصارى جهدها لإنقاذ حياتهم، لكن حالة ثلاثة منهم على الأقل تُعتبر حرجة جداً وتضع حياتهم في خطر داهم.
مشاهد من الفوضى ومحاولات الإنقاذ
على الفور، سارعت فرق الدفاع المدني والإنقاذ التابعة للجيش إلى موقع الحادث، الذي شهد مشاهد من الفوضى والتراج.
واشتدت صعوبة عمليات الإنقاذ بسبب الانقلاب الكلي للمركبة وتشابك أجزائها، مما تطلب جهوداً مضنية لانتشال الجثث والمصابين من تحت الأنقاض. ونقلت شهادات عيان من الحاضرين أن صرخات الاستغاثة كانت تملأ المكان، وسط محاولات يائسة من زملائهم الجنود لتقديم الإسعافات الأولية قبل وصول الفرق المتخصصة.
سياق متكرر ودعوات للتحرك
يأتي هذا الحادث ليسلط الضوء مجدداً على المخاطر المحيقة بحياة الجنود حتى خارج أتون المعارك، حيث تعاني طرق المواصلات في المناطق الحدودية والجبهات من سوء صيانة شديد وتلف في البنية التحتية، مما يجعلها عرضة لحوادث السير المتكررة، خاصة أثناء سير المركبات الثقيلة في الظروف الجوية السيئة أو ليلاً.
وتكرر مثل هذه الفواجع يدق ناقوس الخطر ويستدعي ضرورة تحرك عاجل من قبل السلطات العسكرية والمدنية المعنية، من خلال توفير مركبات نقل أكثر أماناً ومجهزة خصيصاً للطرق الوعرة، بالإضافة إلى إصلاح وصيانة الطرق الرئيسية التي يستخدمها الجنود في تنقلاتهم، لضمان وصولهم إلى بيوتهم بأمان ومنع تكرار مآسٍ مماثلة تحصد أرواحاً بريئة كانت في طريقها إلى أحضان عائلاتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news