مع تزايد معدلات الإصابة بمرض السكري حول العالم، ازداد الاهتمام بالأنماط الغذائية التي تدعم استقرار نسبة السكر في الدم وتحسين الصحة الأيضية.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن “الأكل الذكي” بات عنصرًا أساسيًّا في إدارة السكري، إذ تؤثر اختيارات الطعام اليومية على استجابات الجلوكوز وحاجة الجسم إلى الأنسولين.
ولم تعد الخطط الغذائية العامة كافية، بل تتجه الدراسات الآن نحو استراتيجيات تغذية شخصية تعتمد على الفروق الفردية في استجابة كل شخص للطعام.
ولا تعمل جميع الكربوهيدرات بالطريقة نفسها؛ فالكربوهيدرات البسيطة ترفع الجلوكوز بسرعة، بينما تؤدي الحبوب الكاملة والخضروات إلى استجابات أكثر استقرارًا.
كما يساعد مؤشر نسبة السكر وحمل الجلوكوز في التنبؤ بتأثير الطعام على مستويات السكر. وتشير الأبحاث أيضًا إلى أن تناول البروتين أو الخضروات قبل النشويات قد يقلل من ارتفاع الجلوكوز بعد الوجبات.
وتؤكد الدراسات أن مكوّنات الوجبة تلعب دورًا أساسيًّا في ضبط الجلوكوز؛ فحين تطغى الكربوهيدرات يحدث ارتفاع حاد في السكر، بينما يؤدي مزيجها مع البروتين والدهون الصحية إلى هضم أبطأ وارتفاع تدريجي للجلوكوز. كما ثبت أن تناول البروتين في وجبة الإفطار يساعد على تحسين مستوى الجلوكوز خلال اليوم.
وترتبط الألياف، خاصة القابلة للذوبان، بتحسين مستويات السكر الصائم وتقليل طفرات ما بعد الوجبة. كما تساهم الدهون الصحية، مثل الموجودة في المكسرات والبذور وزيت الزيتون، في الحد من التقلبات وتحسين الشبع. وتُظهر الأبحاث أن دعم الميكروبيوم المعوي بالألياف يعزز حساسية الأنسولين.
وتكشف أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة أن الأشخاص يستجيبون للطعام بطرق شديدة الاختلاف، ما يجعل الخطط الشخصية أكثر فعالية من الأنظمة العامة.
وتساعد هذه المقاربات على دمج العادات الغذائية الثقافية ضمن نظام صحي مستدام، يدعم التحكم طويل الأمد في نسبة السكر بالدم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news