يُعد ارتفاع ضغط الدم أحد أكثر الأسباب الخفية خطورة التي تقف وراء نزيف الدماغ المفاجئ، تلك الحالة التي قد تحدث دون إنذار وتترك آثارًا عصبية دائمة. ويصف الأطباء هذه الظاهرة بأنها "النتيجة النهائية لضغط مزمن أنهك جدران الأوعية الدقيقة في المخ حتى لم تعد قادرة على الصمود".
وفقًا لتقرير نشره موقع DrOracleالطبي المتخصص في التحليل السريري، فإن ضغط الدم المرتفع المزمن يُضعف الطبقة الداخلية للشرايين الدقيقة داخل الدماغ، مما يجعلها أكثر عرضة للتمزق عند أي ارتفاع حاد مفاجئ في الضغط. وعندما يتمزق أحد هذه الأوعية، يتسرب الدم إلى نسيج المخ مكوّنًا كتلة ضغط تُعرف بالورم الدموي الدماغي. هذه الكتلة تُحدث ضغطًا مباشرًا على الخلايا العصبية وتقطع عنها الأكسجين، مما يؤدي إلى تدهور سريع في الوعي ووظائف الحركة.
تأثير الضغط المستمر على جدران الشرايين
في الظروف الطبيعية، تتحكم الأوعية الدموية في المخ في كمية الدم المارّ عبرها عبر آلية تُسمى “التنظيم الذاتي”، حيث تبقى التروية ثابتة رغم تغير الضغط. لكن في حالة ارتفاع الضغط المزمن، تفقد هذه الآلية قدرتها على التوازن. في البداية، تتسع الشرايين استجابة للضغط، ثم تتصلب تدريجيًا وتصبح جدرانها أكثر هشاشة. هذا الضعف يجعلها عرضة للانتفاخ فيما يُعرف بتمدد الأوعية الدموية، وهو أحد أكثر مقدمات النزيف شيوعًا.
ماذا يحدث لحظة التمزق؟
عندما ينفجر أحد الأوعية الضعيفة، يندفع الدم إلى أنسجة المخ المحيطة محدثًا ضررًا مزدوجًا: الأول ناتج عن الضغط الميكانيكي للورم الدموي، والثاني بسبب تفاعل الدم المتسرب مع الخلايا العصبية الذي يثير استجابة التهابية حادة. هذا التسرب يمنع وصول الدم إلى مناطق أخرى، فيحدث نقص تروية ثانوي يزيد من سوء الحالة العصبية.
يتوقف حجم الضرر على عدة عوامل، منها مستوى ارتفاع الضغط عند لحظة النزيف، وسرعة التدخل الطبي، وموقع الورم الدموي داخل المخ. الدراسات السريرية أوضحت أن استمرار ارتفاع الضغط بعد النزيف يزيد من خطر توسع الكتلة الدموية خلال الساعات الست الأولى، مما يضاعف احتمال الوفاة أو الإعاقة.
إدارة ضغط الدم أثناء النزيف
في أقسام الطوارئ، يمثل التحكم في ضغط الدم أولوية قصوى. إذ يسعى الأطباء إلى خفض الضغط تدريجيًا دون الوصول إلى انخفاض حاد، لأن الهبوط السريع قد يقلل تدفق الدم إلى أنسجة لا تزال قابلة للإنقاذ. تُستخدم أدوية في هذه الحالات لضبط الضغط بدقة دون إحداث تقلبات حادة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news