في تطور لافت لقضية أثارت الرأي العام اليمني، أعلنت لجنة الوساطة القبلية الموسعة في محافظة المهرة، مساء اليوم الثلاثاء، التوصل لاتفاق تاريخي لفض الاعتصام الذي أقامته أسرة الطفل "همّام الجرادي" مقتولاً، وذلك مقابل تقديم دية ودخول في هدنة قبلي لمدة عشرة أيام.
وجاء الاتفاق ثمرة جهود مضنية بذلها وفد من مشائخ وقبائل المهرة، بدعم من وجهاء ومشائخ من محافظات يمنية أخرى، لاحتواء التوتر الذي تصاعد عقب مقتل الطفل همّام وإصابة ثلاثة من أفراد أسرته في حادثة أثارت استياءً واسعاً.
تفاصيل الاتفاق وتسليم الرهائن
وعلى صعيد متصل، سلم وفد الوساطة المكون من كبار مشائخ قبائل المهرة، خمسة رهائن من أبناء قبيلة "آل السليمي" إلى الأجهزة الأمنية في المحافظة.
وأوضح مصدر مسؤول أن الرهائن سيبقون قيد الاحتجاز كضمانة رسمية وحتى يتم تسليم الجناة المتورطين مباشرة في مقتل الطفل همّام الجرادي وإصابة أشقائه.
وقد شهدت الأوضاع تطوراً إيجابياً مع وصول لجنة الوساطة إلى مخيم الاعتصام في مدينة الغيضة، مركز المحافظة. وكان في استقبال الوفد الشيخ محمد عبدالوهاب معوضة، ممثل أسرة الجرادي، وعدد من مشائخ ووجهاء محافظة ذمار وغيرها من المحافظات الذين أبدوا تأييدهم الكامل للجهود الرامية إلى إطفاء فتيل الأزمة.
شروط الصلح: الدية ورفع المخيم
خلال المفاوضات المكثفة التي جرت داخل المخيم، قدم وفد الوساطة حزلة تسوية تضمنت تقديم بنادق تقليدية ومبلغ عشرة ملايين ريال يمني كـ "دية" أو "عقيرة" عن دم الطفل همّام الجرادي، وذلك على أن يقابل ذلك برفع مخيم النكف القبلي فوراً ووقف كافة أشكال التصعيد.
وبعد مداولات استمرت لساعات، قبل الشيخ محمد معوضة شروط الصلح تقديراً لجهود الوسطاء واحتراماً لأعراف وتقاليد قبائل المهرة العريقة التي حرصت على عدم اندلاع صراع أكبر.
دفن الضحية وإعلان الهدنة
وبموجب الاتفاق، أعلن الشيخ معوضة عن الموافقة على مواراة جثمان الطفل همّام الثرى صباح يوم غد الأربعاء، بعد أيام من الاحتجاج الذي كان قد منع دفنه، مما يفتح الباب أمام بدء فترة العزاء.
وكان أبرز بنود الاتفاق، إعلان الشيخ محمد معوضة "صلحاً" أو هدنة قبلياً لمدة عشرة أيام، تشمل فترة العزاء، وذلك بين قبيلتي "آل الجرادي" و"آل السليمي". وتمنح هذه المهلة فرصة أخيرة لقبيلة آل السليمي لتسليم المتهمين بقتل الطفل، مع بقاء الرهائن الخمسة كضمانة لدى الأجهزة الأمنية حتى تنفيذ هذا الشرط الجوهري الذي يضمن استمرار الوضع الأمني المستقر في المحافظة.
ويأتي هذا التطور ليؤكد مجدداً على الدور المحوري الذي تلعبه القيادات القبلية اليمنية في حل النزاعات وحفظ الأمن والسلم الاجتماعي في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news