"محمد الصلاحي" صحفيٌ من تعز، لم يتجاوز العشرينيات من عمره، حمل قلمه ليكتب عن وطنٍ يوشك أن يُطفأ، فاختطفه أمراء الظلام وسدنة الموت. كانت البداية في الحديدة.. ليلٌ طويل لا يُرى آخره، قيدٌ في اليد، وعصبٌ على العين، وصوتُ محققٍ لا يسأل، بل يتلذذ بالصمت الذي يسبق الصرخة.
من سجنٍ إلى آخر.. الحديدة ثم حجة، ثم صنعاء.. سبعة سجونٍ حوثية تتناوب عليه كما تتناوب الغيوم على شمسٍ مقهورة. وفي كل سجنٍ طريقةٌ حوثية جديدة للتعذيب، وفي كل زنزانةٍ ذاكرةٌ لا تموت.
ينسج له الحوثيون تهماً من فراغ.. يُلصقونه بخليةٍ لم يعرف أحدًا من أفرادها، ويمنحونه لقب "المسؤول الإعلامي" فيها، فقط لأن الكلمة في زمنهم جريمة، والحقيقة سلاحٌ أخطر من البندقية.
محاكمته كانت مسرحيةً مكتوبةً سلفًا.. القاضي لا يسأل عن الأدلة، بل يهمس له: اعترف.. وسيعفو عنك السيد. يحدثه عن "عفوٍ إلهي"، عن رحمةٍ مزعومةٍ من قاتلٍ يزعم القاضي أنه سامح من قتل أخاه، بينما هو في الحقيقة يغتال وطنًا بأكمله.
تفاصيل القصة شاهد الفيديو أعلاه
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news