تفاصيل من نبض الريف وصمود الناس
قبل 19 دقيقة
استقلّتنا السيارة بقيادة المايسترو إيهاب الزريقي عند الساعة الحادية عشرة صباحًا، في رحلةٍ ميدانيةٍ إلى مديريات الحجرية، جنوب محافظة تعز.
على الطريق المتعرّج بين القرى والعُزل، كانت الطبيعة تتبدّل من منحدرٍ إلى آخر، فيما بدت ملامح الحياة الريفية أكثر قربًا من البساطة والكدح اليومي.
من تربة الحجرية إلى الشمايتين ثم المواسط والمعافر ومرورًا بـالمسراخ وصولًا إلى سامع، تنقّلنا بين تضاريسٍ تجمع بين الجبال الشامخة والوديان الخضراء. في كل منطقةٍ كنا نلتقي وجوهًا تعبّر عن مزيجٍ من التعب والأمل، والرضا رغم قسوة الواقع.
الأسواق بدت في حركةٍ نشطة؛ محلاتٌ صغيرة تفترش جوانب الطرق، وباعةٌ يعرضون منتجاتٍ محلية من البن والعسل والخضروات، وسط أحاديثٍ تعكس انشغال الأهالي بمتطلبات المعيشة وارتفاع الأسعار. بعض التجار عبّروا عن تراجع حركة الشراء في الآونة الأخيرة، فيما أشار آخرون إلى أن الحياة هنا تمضي رغم الصعوبات، مدفوعةً بإصرار الناس على البقاء والعمل.
في الأرياف، تختصر التفاصيل الصغيرة حكاياتٍ كبيرة؛ نساءٌ يحملن الماء من الآبار، وأطفالٌ يسيرون إلى مدارسهم عبر الوديان، ومزارعون يواصلون حراثة الأرض رغم شحّ الإمكانات. مشهدٌ يعكس عمق الريف الحجري الذي لا يزال متمسكًا بجذوره وهويته رغم التحديات.
كانت الرحلة أشبه بقراءةٍ ميدانيةٍ في كتابٍ مفتوحٍ على وجوه الناس وحقولهم وأسواقهم، حيث تتجلّى روح الصمود والإرادة اليمنية في أبسط صورها، هناك حيث لا تزال الحياة تُكتب بلغة الكدح والأمل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news