وصفت صحيفة "عُمان" الرسمية في افتتاحيتها، التطورات الأخيرة في محافظتي حضرموت والمهرة، وسيطرة "المجلس الانتقالي" على مناطق واسعة فيهما، بأنها "اللحظة الأخطر في تاريخ اليمن الحديث". وحذرت الصحيفة من أن اليمن يتجه نحو "صراع نفوذ وخطر تقسيم داخلي"، يبدأ من المنطقة الشرقية المستقرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن حضرموت والمهرة كانتا تعيشان حالة "هدوء إيجابي" مقارنة ببقية مناطق اليمن، مشيرة إلى أن هذا الهدوء كان نتاج توازنات محلية دقيقة مرتبطة بالجانب القبلي والمصالح التجارية وإرث اجتماعي يسعى لحماية المجتمع من عدوى الحرب.
وحذرت الافتتاحية من أن "هذا العبث الخطير" يعني كسر آخر ما تبقى من الاعتياد على الاستقرار النسبي، وفتح باب كبير لا يمكن أن يُغلق بسهولة، وهو خطوة تهدف لخلق سلطات موازية تُولد سريعاً ثم تتضخم، حيث يتحول الأمن إلى ولاء، وتُدار الموارد من خارج المؤسسات، وتظهر أسواق موازية.
وترى صحيفة "عُمان" أن حضرموت والمهرة، لا يمكن تطويعها بسهولة، فحضرموت تمثل "الشرق اليمني" الذي يملك وزناً اقتصادياً وساحلاً وموانئ وعمقاً بشرياً يصعب تطويعه بمنطق الغلبة، فيما تعد المهرة مفصلًا حساسًا يجاور دولاً، وتعتمد مجتمعاته على حركة الناس والبضائع والمعابر.
وأوضحت الصحيفة أن من يريد الزج بهذه الجغرافيا الهادئة في صراع، "لا ينشد أي خير لليمن واستقلالها".
وذكّرت الافتتاحية بموقف سلطنة عُمان الثابت على مدى عقود، والمتمثل في الدفع من أجل أن "يبقى اليمن واحداً بعيداً عن التجزئة"، وأن تكون "سلطة الدولة في اليمن هي المرجعية".
وأكدت مسقط أنها لم تكن منحازة لطرف ضد طرف، بل انحازت لـ "فكرة أن الدولة هي الحل، وأن السيادة هي القاعدة".
وشددت الصحيفة على ضرورة عدم تحويل حضرموت والمهرة إلى ساحة تنافس نفوذ إقليمي عبر وكلاء محليين، أو ورقة ضغط في مساومات مؤقتة.
وطالبت القوى المؤثرة في اليمن بكبح "تمددات أحادية" ودفع الأطراف إلى ترتيبات أمنية تبقى تحت مظلة الدولة اليمنية، لا تحت مظلة الأمر الواقع.
واختتمت الافتتاحية بالقول إن لغة التهدئة لا تكفي إذا كانت الأرض تتحرك في الاتجاه المعاكس، وأن ما يلزم هو: "وقف واضح لأي خطوات توسعية، وهو أهم شرط في سبيل إنقاذ فكرة اليمن الواحد وحماية شرقه من أن يتحول من منطقة تعافٍ إلى جبهة صراع وتقسيم جديدة."
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news