يمن إيكو|أخبار:
كشف الباحث اليمني المتخصص بملف الآثار المهربة عبدالله محسن، اليوم الإثنين، عن وثائق رسمية وصفها بالـ “سرية للغاية”، تسرد القصة الكاملة لرحلة تمثال ملك قتبان (شهر هلال) و15 قطعة أثرية أخرى، استعادتها اليمن من فرنسا بعد أربع سنوات من المتابعات والتقاضي.
وحسب ما نشره الباحث محسن على صفحته في “فيسبوك”، ورصده موقع “يمن إيكو”، فإن هذا الكشف جاء مع نفيه صحة “شائعات” تم تداولها مؤخراً تفيد بعرض تمثال قتبان المستعاد في مزاد دولي بالعاصمة الفرنسية باريس، مؤكداً أن ذلك “الأمر لم يحدث”.
وأوضح محسن، في منشوره الذي يأتي ضمن سلسلته (آثار اليمن.. في الخارج)، أن تلك المجموعة الأثرية، والتي قال إنه سبق ونشر عنها، أُعيدت إلى ملكية الجمهورية اليمنية العام الماضي، لكنها وضعت في مكان آمن في باريس بطلب من الحكومة اليمنية، إلى حين استقرار الأوضاع في البلاد والمطالبة بنقلها إلى الداخل، لافتاً إلى أنه اضطر إلى نشر الوثائق “عملاً بحق المواطن في الحصول على المعلومة”.
الوثائق التي نشر عنها الباحث تكشف عن مراسلات رسمية بين السفارة اليمنية في باريس ووزارة الخارجية، تضمنت الوثيقة الأولى رسالة من السفير رياض ياسين بتاريخ 14 نوفمبر 2024، أفاد فيها بأن “السفارة تسلمت 16 قطعة أثرية يمنية من المكتب المركزي الفرنسي لمكافحة تهريب الممتلكات الثقافية، والآثار التابع لوزارة الداخلية الفرنسية (O.C.B.C) بناءً على الاتفاق القانوني الموقّع بين السفارة والمكتب بتاريخ 8 أكتوبر 2020، وذلك بعد أربع سنوات من الجهود والمتابعة والعمل مع السلطات الفرنسية”.
وأضاف محسن أن الرسالة تضمنت أيضاً “وقامت السفارة في اليوم نفسه بتسليم القطع الأثرية إلى الإدارة العامة للآثار التابعة لوزارة الثقافة الفرنسية، حيث ستتولى إدارة المتاحف الفرنسية حفظها في خزائن آمنة، مع إمكانية عرضها لاحقًا في أحد متاحف باريس، أسوة بما قامت به سفارات بلدان أخرى استلمت من القطع الأثرية المستعادة”.
في حين تمثلت الوثيقة الثانية بإيصال استلام قطع أثرية مكتوبة باللغة الفرنسية وصادر من وزارة الثقافة الفرنسية، الإدارة العامة للتراث والمعمار، إدارة المتاحف الفرنسية / الإدارة الفرعية للمجموعات، ومما جاء فيه “ستتولى إدارة المتاحف الفرنسية مسؤولية نقل وحفظ تلك القطع في مخازن آمنة ومخصصة لهذا الغرض بدون عقد تأمين ولفترة غير محدودة، ويبقى تصرفها تحت ملكية اليمن، التي يحق لها استعادتها جميعاً في أي وقت عبر طلب خطي يُقدم إلى الإدارة قبل ثمانية أيام على الأقل من التاريخ المطلوب للاستلام”، وأشار الباحث محسن إلى أن تلك الوثيقة ممهورة بتوقيع إدارة المتاحف الفرنسية وسفارة الجمهورية اليمنية في باريس، ومرفق بطاقات الحالة الخاصة بالـ (16) قطعة أثرية المستلمة.
وفي ختام منشوره، طرح الباحث محسن تساؤلات حول مصير الآثار اليمنية، في ظل غياب مؤسسات فاعلة قادرة على حفظها، مشيراً إلى أن “المتاحف الرسمية تعاني العبث وعدم الأمان”، فيما يبقى تمثال قتبان ورفاقه الخمسة عشر رهينة الانتظار في مخازن باريس.
وكانت اليمن استعادت مجموعة أثرية نادرة تضم تمثال ملك قتبان “شهر هلال” و15 تمثالاً ولوحاً جنائزياً من فرنسا، في خطوة وُصفت بأنها نموذج ناجح للتعاون الفرنسي – اليمني في مكافحة تهريب الموروث الثقافي، وفق منشور سابق للباحث اليمني عبدالله محسن ورصده حينها موقع “يمن إيكو”.
وأوضح محسن أن السلطات الفرنسية ضبطت مطلع عام 2020 القطع الأثرية اليمنية داخل مستودع بضواحي باريس، خلال عملية تفتيش روتينية لا علاقة لها بالآثار، قبل أن يتم التأكد من أصالتها عبر مركز مكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news