حين يخذلك الطب : لماذا تتحول المعاناة الجسدية إلى صراع مع الطعام؟

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 73 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حين يخذلك الطب : لماذا تتحول المعاناة الجسدية إلى صراع مع الطعام؟

الصداع النصفي، ومتلازمة القولون العصبي (IBS)، ومتلازمة تكيّس المبايض (PCOS) ليست مجرد أمراض مزمنة؛ فهي غالباً تمثّل بداية علاقة متصدّعة مع النظام الصحي. فكثير من المرضى، خصوصاً النساء، يواجهون سنوات من التهميش، وسوء التشخيص، أو التقليل من شدة أعراضهم. وهذه التجارب تخلّف جروحاً عاطفية عميقة تُعرف باسم الصدمة الطبية؛ وهي شعور دائم بالخوف أو العار أو العجز المرتبط بالتجارب العلاجية.

وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل، يمكن أن تلعب هذه الصدمة دوراً محورياً. فعندما يفشل الطب في تقديم الراحة، ويصبح الجسد مصدراً للألم أو الخيانة، يبدو التحكم بالطعام كأنه الوسيلة الوحيدة المتبقية للسيطرة. وقد تبدأ محاولات "الأكل النظيف" أو الصيام أو تجنّب بعض الأطعمة كطريقة لإدارة الأعراض أو اتباعاً لنصائح طبية، لكنها مع الوقت تتحول إلى سلوكيات صارمة قائمة على القواعد، تشبه في طبيعتها استجابات الصدمة النفسية نفسها من يقظة مفرطة وسعي للسيطرة.

وتشير الأبحاث الحديثة بحسب موقع "سايكولوجي توداي" إلى وجود علاقة متزايدة بين الصدمة الطبية واضطرابات الأكل. فالأشخاص الذين شعروا بأن الأطباء لم يصغوا إليهم أو قللوا من معاناتهم يميلون إلى فقدان الثقة بأجسادهم وارتفاع مستويات القلق والكمالية، وهي سمات ترتبط عادة بالأكل المقيّد. بعضهم يصبح شديد الحساسية للإشارات الجسدية فيفسر كل ألم أو  خفقان كتحذير، بينما ينفصل آخرون تماماً عن إحساسهم بالجوع أو الشبع لتجنّب الألم النفسي. كلا النمطين يخلّ بتوازن الجسم الطبيعي.

وبيولوجياً، تُفعّل الصدمة أنظمة التوتر في الجسم، فترتفع مستويات الكورتيزول، ويتعطل الهضم وتنظيم الشهية والتوازن الهرموني، وهي تغيّرات قد تفاقم أعراض القولون العصبي أو تكيّس المبايض، مما يعيد إشعال دائرة القلق والسيطرة.

"الاعتراف بالصدمة"

ويبدأ التعافي عندما يُعترف بالصدمة الطبية كجزء من القصة الشخصية، ما يغيّر النظرة إلى اضطراب الأكل باعتباره محاولة تكيف مع جسد لم يشعر صاحبه بالأمان فيه. ويمكن للأطباء أن يلعبوا دوراً محورياً عبر الإصغاء لتجارب المرضى السابقة، وتقديم الرعاية بشفافية وتعاون. كما أن تطبيق مبادئ الرعاية الحسّاسة للصدمة، كالوضوح، والتعاطف، وإتاحة الاختيار، يساعد المرضى على استعادة الثقة بأجسادهم وبالمنظومة الصحية.

ومن خلال هذا النهج الإنساني، يمكن تحويل التجارب الطبية من مصدر لإعادة الصدمة إلى فرصة للشفاء واستعادة الأمان والثقة بالنفس، بحسب ما يؤكده الخبراء.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل:سقوط قتلى وجرحى و اسرى بمعركة سيئون بيد هذا الطرف

كريتر سكاي | 1130 قراءة 

اول تصريح لبن دغر حول سيطرة قوات الانتقالي على حضرموت

بوابتي | 860 قراءة 

اشتباكات مسلحة بين قوات المنطقة الأولى والانتقالي بوادي حضرموت

قناة المهرية | 842 قراءة 

قوات درع الوطن تسيطر على اللواء 37 مدرع بحضرموت بعد مواجهات مع الانتقالي

بوابتي | 773 قراءة 

سقوط اسرى من جنود المنطقة العسكرية الاولى في حضرموت(صورة)

كريتر سكاي | 617 قراءة 

من سيطر فعلاً على ”الخشعة”؟ الانتقالي يُعلن النصر و”درع الوطن” يدّعي المسؤولية!

المشهد اليمني | 597 قراءة 

قوات درع الوطن السعودية تبدأ السيطرة على وادي حضرموت والخشعة بعد انسحاب قوات الانتقالي

قناة المهرية | 557 قراءة 

كاتب وباحث كويتي يكشف ‏" لماذا انفجرت -الحربُ العيدروسية- في ‎حضرموت قبيلَ ‎قمة المنامة بساعات؟ "

المشهد الدولي | 512 قراءة 

آخر التطورات في وادي حضرموت وحقيقة اندلاع الموادجهات بين قوات الجيش والانتقالي

بوابتي | 510 قراءة 

القوات المسلحة الجنوبية تُحكم سيطرتها على معسكر الخشعة مقر اللواء 135 أكبر معسكر في وادي حضرموت

العاصفة نيوز | 498 قراءة