حين يخذلك الطب : لماذا تتحول المعاناة الجسدية إلى صراع مع الطعام؟

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 40 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حين يخذلك الطب : لماذا تتحول المعاناة الجسدية إلى صراع مع الطعام؟

الصداع النصفي، ومتلازمة القولون العصبي (IBS)، ومتلازمة تكيّس المبايض (PCOS) ليست مجرد أمراض مزمنة؛ فهي غالباً تمثّل بداية علاقة متصدّعة مع النظام الصحي. فكثير من المرضى، خصوصاً النساء، يواجهون سنوات من التهميش، وسوء التشخيص، أو التقليل من شدة أعراضهم. وهذه التجارب تخلّف جروحاً عاطفية عميقة تُعرف باسم الصدمة الطبية؛ وهي شعور دائم بالخوف أو العار أو العجز المرتبط بالتجارب العلاجية.

وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل، يمكن أن تلعب هذه الصدمة دوراً محورياً. فعندما يفشل الطب في تقديم الراحة، ويصبح الجسد مصدراً للألم أو الخيانة، يبدو التحكم بالطعام كأنه الوسيلة الوحيدة المتبقية للسيطرة. وقد تبدأ محاولات "الأكل النظيف" أو الصيام أو تجنّب بعض الأطعمة كطريقة لإدارة الأعراض أو اتباعاً لنصائح طبية، لكنها مع الوقت تتحول إلى سلوكيات صارمة قائمة على القواعد، تشبه في طبيعتها استجابات الصدمة النفسية نفسها من يقظة مفرطة وسعي للسيطرة.

وتشير الأبحاث الحديثة بحسب موقع "سايكولوجي توداي" إلى وجود علاقة متزايدة بين الصدمة الطبية واضطرابات الأكل. فالأشخاص الذين شعروا بأن الأطباء لم يصغوا إليهم أو قللوا من معاناتهم يميلون إلى فقدان الثقة بأجسادهم وارتفاع مستويات القلق والكمالية، وهي سمات ترتبط عادة بالأكل المقيّد. بعضهم يصبح شديد الحساسية للإشارات الجسدية فيفسر كل ألم أو  خفقان كتحذير، بينما ينفصل آخرون تماماً عن إحساسهم بالجوع أو الشبع لتجنّب الألم النفسي. كلا النمطين يخلّ بتوازن الجسم الطبيعي.

وبيولوجياً، تُفعّل الصدمة أنظمة التوتر في الجسم، فترتفع مستويات الكورتيزول، ويتعطل الهضم وتنظيم الشهية والتوازن الهرموني، وهي تغيّرات قد تفاقم أعراض القولون العصبي أو تكيّس المبايض، مما يعيد إشعال دائرة القلق والسيطرة.

"الاعتراف بالصدمة"

ويبدأ التعافي عندما يُعترف بالصدمة الطبية كجزء من القصة الشخصية، ما يغيّر النظرة إلى اضطراب الأكل باعتباره محاولة تكيف مع جسد لم يشعر صاحبه بالأمان فيه. ويمكن للأطباء أن يلعبوا دوراً محورياً عبر الإصغاء لتجارب المرضى السابقة، وتقديم الرعاية بشفافية وتعاون. كما أن تطبيق مبادئ الرعاية الحسّاسة للصدمة، كالوضوح، والتعاطف، وإتاحة الاختيار، يساعد المرضى على استعادة الثقة بأجسادهم وبالمنظومة الصحية.

ومن خلال هذا النهج الإنساني، يمكن تحويل التجارب الطبية من مصدر لإعادة الصدمة إلى فرصة للشفاء واستعادة الأمان والثقة بالنفس، بحسب ما يؤكده الخبراء.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ليس الحوثي: إسرائيل تستعد لق..طع رأس هذا الزعيم

المشهد اليمني | 663 قراءة 

تمرد قبلي في خولان يربك خطط الحوثي العسكرية شرق اليمن

تهامة 24 | 515 قراءة 

السعودية تفرج عن 18 ضابط يمني بعد تبرئتهم من تهم كيدية نسبها لهم رداد الهاشمي.. أسماء

نافذة اليمن | 297 قراءة 

فضيحة مدوية.. جماعة الحوثي تحذف البيان الحقيقي في اللحظات الأخيرة وتصدر بيانا بديلا بشأن ”شبكة التجسس” و”بُلُكة علي” تثير السخرية

المشهد اليمني | 269 قراءة 

أنباء عن ترفيع مسؤول أمني في عدن

عدن تايم | 269 قراءة 

عاجل:حادث مروري بالخط البحري بعدن(صور)

كريتر سكاي | 255 قراءة 

السعودية تعلن ترحيل معظم أبناء ثلاث جنسيات وطردهم من المملكة نهائياً

نيوز لاين | 237 قراءة 

فاكهة يمنية رخيصة الثمن تنقذ حياتك من مرض قاتل

نيوز لاين | 223 قراءة 

تدهور خطير لوزير داخلية الحوثيين بعد غارة إسرائيلية.. ومصادر تكشف عن صفقة سرية لنقل مصابين للأردن

المشهد اليمني | 210 قراءة 

أردوغان يصدر قرارا جديدا بشأن أحمد الشرع

الوطن العدنية | 194 قراءة